في زيارته الثانية لإيران منذ تسلمه منصبه، التقى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس، المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أكد أن العراق يقف في خط المواجهة مع الإرهاب، مشدداً على أن العراق بتصديه للإرهاب يدعم أمن المنطقة.ونقل بيان لمكتب العبادي عن خامئني قوله إن «العراق يقف في خط المواجهة مع الإرهاب الذي لا يهدد العراق فقط بل إنه إرهاب يعادي المنطقة كلها، والعراق بتصديه لهذا الإرهاب يدعم أمن المنطقة»، مبدياً دعمه لـ«العبادي ولحكومة وشعب العراق».

وشدد خامنئي على ضرورة صيانة الوحدة السياسية والوطنية في العراق، مشيراً إلى عزيمة وشجاعة الشباب العراقي في حربهم ضد الإرهاب. وأكد خامنئي أن «الحشد الشعبي» يشكل ثروة عظيمة للعراق وسيؤدي دوراً مهماً في مستقبل العراق وتنميته، لافتاً إلى أن تواجد الإرهابيين في العراق مرحلة عابرة. ورأى أن المساس بالوحدة الوطنية والسياسية في العراق هي إحدى أهداف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية مشدداً على أنه «ينبغي التصدي لهذه المؤامرة بوعي ودقة والحيلولة دون النيل من الوحدة القائمة بين الشيعة والسنة والأكراد والعرب في العراق».
واشنطن: هزيمة «داعش»
نهائياً تتطلب قوات عراقية
قادرة على المواجهة

وأكد المرشد الأعلى على أن إيران تعتبر أمن وتقدم العراق من أمنها وتقدمها، لافتاً إلى أن «الأميركيين يسعون إلى نهب ثروات العراق كما يفعلون في بعض الدول العربية بالمنطقة، ويحاولون من جهة أخرى فرض املاءاتهم على هذا البلد، وهذا ما يجب الحيلولة دون تحققه».
من جانبه، أوضح العبادي أن «زيارتنا إلى إيران تأتي لتأكيد عمق العلاقة بين العراق والجمهورية الإسلامية»، لافتاً إلى أن «دعم ايران للعراق مهم وأساسي في حربه ضد عصابات داعش الارهابية التي تريد إيقاع الفتنة بين المسلمين».
وأوضح العبادي أن «العراق يمتلك القدرة والإرادة التي تمكنه من الانتصار على الإرهاب، وجميع المكونات العراقية تقف اليوم صفاً واحداً من أجل مواجهة الإرهاب والقضاء عليه»، مشيراً إلى أن «العراق، اليوم، يقاتل نيابة عن كثير من الدول في العالم».
كمال التقى العبادي في زيارته الرئيس حسن روحاني، ورئيس مصلحة تشخيص النظام علي هاشمي رفسنجاني وأمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني الذي أكد أن القضاء على تنظيم «داعش»، ممكن خلال فترة وجيزة، مشيراً إلى أن حديث الغرب عن الحاجة لسبع سنوات للقضاء على التنظيم «داعش» يحمل بين طياته أهدافاً أخرى تتلخص بنية بعض الدول التواجد في المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن إيران لن تسمح بهذا الأمر.
في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أمس، على أن هزيمة تنظيم «داعش» نهائياً تتطلب وجود قوات محلية قادرة على مواجهته ومسك الأرض، وبناء حكومة عراقية «أكثر قوة وشمولية»، مشدداً على أن نشر قوات أميركية على الأرض في العراق لن يحقق نصراً طويل الأمد على «داعش».
وقال كارتر، خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، إن «الولايات المتحدة تدعو إلى تعهد أكبر من العراق في القتال ضد تنظيم داعش»، مضيفاً «أخبرت القادة العراقيين أنه بينما تكون الولايات المتحدة منفتحة لدعم العراق أكثر عليها أن ترى تعهداً أكبر من أطراف الحكومة العراقية كلها».
ولفت وزير الدفاع إلى أن «الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش قد أثمرت تقييد حرية حركة التنظيم وقوّضت محاولاته تعزيز قواته»، مضيفاً أنه على الرغم من «تحقيق الحملة التي تقوم بها القوات العراقية بعض التقدم، لكن قدرات تلك القوات تراجعت بحدة بعد سقوط الموصل في حزيران المنصرم».
وأكد كارتر أن واشنطن ستواصل دعم الحكومة العراقية لمحاربة «داعش»، وأوضح أن استراتيجية واشنطن للقضاء على التنظيم تشمل جميع الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية.
وطمأن كارتر العراقيين بالقول إن الولايات المتحدة تعمل على تسريع تجهيز القوات العراقية بالأسلحة المتطورة، خصوصاً منها المضادة للدبابات، إضافة إلى أجهزة كاشفة للمتفجرات. وأضاف أن تدريب القوات العراقية وأبناء العشائر يدخل في صميم الاستراتيجية الأميركية للقضاء على «داعش».
وكشف وزير الدفاع أن استراتيجية واشنطن لمحاربة «داعش» تعتمد على تسع نقاط أساسية، أهمها منع «داعش» من الاستفادة من ملاذات آمنة من خلال الاستمرار في تنفيذ الضربات الجوية.
وأشار الوزير كارتر إلى أن لإيران تأثيراً سلبياً في المنطقة، ووصف نفوذ طهران بأنه تحدّ كبير للسياسية الأميركية في الشرق الأوسط واستراتيجية القضاء على «داعش».
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، إنه لا يوصي بنشر عدد محدود من الوحدات الأميركية، بشكل منتظم، في الخطوط الأمامية إلى جانب العراقيين بغرض «تقويتهم» وشد عزيمتهم.
وأضاف في مداخلة أمام الكونغرس «إذا لم تصمد عزيمة العراقيين جراء التهديد الذي يواجهونه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش والظروف التي يعيشونها، فما من شيء سيشجعهم».
وفي المقابل، جدد ديمبسي الحديث عن إمكانية التوصية بتقدم القوات الأميركية خلال معركة لاستعادة إحدى المدن الرئيسية من «داعش»، إذا ما اعتقد القادة العسكريون الأميركيون أن هذا الأمر سيعزز فرص تحقيق النصر.
وفي سياق متصل، أعلن السفير الأميركي في العراق، ستورت جونز، أن طائرات «إف 16» العسكرية (لم يحدد عددها) ستسلم في موعدها المقرر للعراق هذا الصيف.
وقال جونز، في لقاء مع وسائل إعلام، إن «الولايات المتحدة تقدر المساهمة التي يقوم بها الحشد الشعبي في مقاتلة داعش، إلا أننا نؤكد أن تكون هذه القوات تحت سيطرة القيادة العامة للقوات المسلحة»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة ليست لديها نية إنشاء معسكرات أميركية في العراق، هي موجودة الآن في المعسكرات العراقية لتدريب قواته الامنية وتسليحهم».
وأضاف جونز أن «الولايات المتحدة تدرب وتجهز 12 لواءً، منها ثلاثة ألوية من قوات البشمركة، ليكونوا جاهزين هذا الصيف»، لافتاً الى أن «هذه القوات سيتم تجهيزها بكامل المعدات والأسلحة، منها أسلحة متوسطة وسيارات مدرعة».
ولفت جونز إلى أنه «لا يوجد أي تواصل مع كتائب حزب الله أو عصائب أهل الحق، وأي تنسيق مع الحشد الشعبي يجري بالتنسيق عبر القوات المسلحة العراقية ومستشارية الأمن الوطني»، لافتاً إلى أننا «لا نستطيع طرد داعش فقط باستخدام القوة الجوية، وطردهم يتم عن طريق القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي والعشائر، فهؤلاء هم من سيطردون التنظيم».
(الأخبار)