جاء موقف الرئاسة الفلسطينية أمس، من التراجع الأميركي الأخير، ليجدد «تمسّكها بخيار الدولتين»، في وقت قال فيه المتحدث باسم رئاسة السلطة حسام زملط، إن الأخيرة مستعدة «للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصناعة السلام». وأضاف زملط: «ما نسمعه هو أن ترامب يقول إنه يريد السلام»، علماً بأن ترامب لم يهاتف رئيس السلطة محمود عباس، مباشرة، حتى الآن.
في هذا السياق، قال عضو «اللجنة المركزية لحركة فتح»، ناصر القدوة، أمس، إنه «لا توجد حتى الآن سياسة واضحة لهذه الإدارة الجديدة... الإشارات الصادرة عنها ليست واضحة»، وذلك في وقت نقلت فيه وكالة «فرانس برنس» عن مسؤول فلسطيني اشترط إخفاء اسمه أن «مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) الجديد، مايك بومبيو، التقى عباس، ونظيره الفلسطيني ماجد فرج، في رام الله» الثلاثاء الماضي.
كذلك، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان أمس، إن «من السابق لأوانه الحديث عن تطابق مواقف إسرائيل مع واشنطن، إذ إن إدارة... ترامب لا تزال في مرحلة دراسة وتقييم الجوانب المختلفة للصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني تمهيداً لتحديد الموقف منها».
وفي مواصلة لسياسة التمسك الفلسطيني بالقشة الأخيرة، سعت وسائل إعلامية مقرّبة من السلطة إلى نشر أخبار عن أي إشارات تحمل بوادر إيجابية مثل نقل حديث لمندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت فيه أمس إن واشنطن تدعم «بكل تأكيد حل الدولتين في النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكنها تفكر في بدائل لإحراز تقدم من أجل تحقيق السلام».
أيضاً، نقلت تلك الوسائل خبراً عن «رفع متظاهر مؤيد للشعب الفلسطيني وقضيته العلم الفلسطيني أمس، أثناء جلسة استماع جرت في الكونغرس لمناقشة تعيين السفير الأميركي الجديد لدى تل أبيب دافيد فريدمان».
في غضون ذلك، استقبل عباس في مقر الرئاسة (المقاطعة) في رام الله مساء أمس، رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق إبراهام بورغ. ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أطلع عباس بورغ والوفد المرافق له على الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني، قائلاً في ختام الزيارة إن «عام 2017 يعتبر عام إنهاء الاحتلال، وعلينا تحمّل الكثير لتحقيق مطالبنا».
أما بورغ، الذي شغل أيضاً منصب «رئيس الوكالة اليهودية» سابقاً، فقال إن «غالبية الإسرائيليين يرغبون ويريدون أن يروا وقف الاستيطان ونهاية الاحتلال».
في سياق متصل، قال وزير خارجية فرنسا، جان مارك ايرو، عقب محادثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، إن «موقف الولايات المتحدة من عملية السلام في الشرق الأوسط مشوش ومقلق». وأكد الوزير ايرو، أن «حل الدولتين هو الخيار الواقعي الوحيد لتسوية الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني».
يشار إلى أنه في خضم هذه التطورات، انتخبت «مركزية فتح»، مساء أول من أمس، عضوها محمود العالول لمنصب نائب رئيس الحركة التي يتزعمها عباس أيضاً. والعالول (66 عاماً) الذي ينحدر من مدينة نابلس، شمالي الضفة المحتلة، هو مقرّب من عباس، وشغل سابقاً عدة مواقع قيادية مهمة في «فتح»، منها مناصب بخلفية عسكرية في الضفة والأردن ولبنان.
كذلك كان العالول، الذي يعتبر أحد أبرز مساعدي القيادي الراحل خليل الوزير، قد قاد «الوحدة الخاصة» للحركة في منطقتي البقاع وطرابلس، التي يُنسب إليها أسر ثمانية جنود إسرائيليين عام 1983، وأبرم إثرها صفقة تبادل حرر فيها نحو 600 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
وطوال سنوات عباس الرئاسية الـ12، لم يعيّن نائباً أو قائماً بأعمال أبداً، لكنه قرر ذلك بعدما وصل عمره إلى 82 عاماً، بعد جملة من الضغوط والمخاوف. وفي السنوات الأخيرة، طُرحت أسماء قياديين كثيرين لتولي منصب خلف عباس أو شغل منصب نائبه، لكن اختيار العالول جاء مفاجئاً بعدما كانت التقديرات تميل إلى القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي وآخرين.
عند هذه القضية، نقلت مواقع إعلامية عن المحامية فدوى البرغوثي، زوجة الأسير مروان، انتقادها ما سمّته تغييب «فتح» وتجاهلها زوجها في المناصب القيادية الجديدة داخل الحركة، مقارنة ما حدث بشأن زوجها بما فعلته «حماس» أخيراً عبر تصعيد أسير محرر هو يحيى السنوار إلى قيادتها في غزة. كذلك اتهم قيادي في الحركة يدعى أسامة الفرا القيادة الفتحاوية بإقصاء البرغوثي استجابة لضغوط خارجية مورست عليها، وعنوانها «إغلاق ملف العمل العسكري داخل فتح».
بالعودة إلى العالول، قال موقع «المصدر» الإسرائيلي في موضوع خُصّص للحديث عن شخصه وتعيينه في منصبه الجديد، إنه «صقر في كل ما يتعلق بإسرائيل؛ فقد شارك في صفحته على فايسبوك عدداً من المنشورات التي تشجع الفلسطينيين على تنفيذ عمليات والإضرار بالجنود الإسرائيليين، وهو ناشط في النضال لمقاطعة المنتَجات الإسرائيلية، كما يعمل على منع نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس».
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح الحدودي، في اتجاه واحد، غداً السبت، وذلك لعودة العالقين.
(الأخبار)




ليبرمان يلقي الجزرة لغزة

قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل مستعدة للموافقة على بناء ميناء بحري ومطار ومناطق صناعية، وتوفير 40 ألف فرصة عمل، في حال وافقت حركة «حماس» على تسليم جثث الجنديين شاؤول ارون وهدار غولدن، وإطلاق سراح «المدنيين» الإسرائيليين الثلاثة الذين تحتجزهم في غزة، والموافقة على تجريد القطاع من السلاح، وكذلك «تنازل الحركة عن الميثاق الداعي إلى إبادة إسرائيل».
وأضاف ليبرمان في تصريح موجّه إلى الفلسطينيين أمس، إنه «لا يوجد أي سبب كي يعيش المدنيون والمواطنون في غزة في القرن الـ21 بشروط وظروف حياة تقل كثيراً عن مستوى مثيلاتها في الضفة والعالم العربي، لذلك على أهل غزة أن يفهموا أن إسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة حتى المليمتر الأخير ليست سبب معاناتهم، بل قيادة حماس التي لا تهتم بهم... في اللحظة التي تتنازل فيها حماس عن الأنفاق والصواريخ، سنكون نحن أول من يستثمر في غزة».
في وقت لاحق، ردّ عضو المكتب السياسي لـ«حماس» في مكتب غزة، محمود الزهار، باشتراط الإفراج عن «المجاهدين الفلسطينيين الأبطال من كل الفصائل، ليكون (ذلك) سبباً في الإفراج عن الجنود الإسرائيليين».
ونقلت وكالة «فلسطين اليوم» المحلية عن الزهار قوله، «لو أردنا سنغافورة في غزة، فسنعملها بأيدينا وليس بمنّة من أحد». وتابع في إشارة إلى ليبرمان: «نحن مهتمون بتحرير أسرانا أكثر من اهتمامه بتحرير جنوده من قبضة المقاومة... القضية هي قضية معتقلين».
(الأخبار)