غزة | في وضح النهار وأمام عيون الشاهدين، استخدم عناصر من حركة «حماس» في غزة القوة في إيقاف مشروع إنشاء مسجد الشاكرين الذي تشرف عليه «حركة الجهاد الإسلامي»، وذلك في منطقة الكرامة شمالي قطاع غزّة. ومنذ أربعة أيّام بدأت «الجهاد الإسلامي» بناء مسجد في المنطقة، حيث بدأت عمليات الحفر الأولى وتجهيز الأساسات والبنية التحتية للأرض، لكن ذلك لم يكتمل بعدما اعترضت «حماس» على بناء المسجد.
ووفق شهود عيان، فإنّ عدداً كبيراً من أبناء «حماس» ومن ضمنهم قادة في منطقة الشمال قدموا إلى الكرامة مدعمين بجرافتين ومدججين بالسلاح، وردموا أساسات المسجد ثم هدموا جزءاً مما جُهِّز في عملية الاستعداد للبناء، وذلك تحت ذريعة أنّ «المنطقة تابعة لحركة حماس، وهي منطقة مغلقة تماماً ولا يمكن أيّ فصيل آخر أنّ يشيّد فيها مساجد أو ينظم فعالياتٍ».
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها «حماس» القوة لمنع «الجهاد الإسلامي» وغيرها من عمل فعاليات أو بناء مساجد أو حتى جمعيات ونوادٍ.
وأفاد الشهود بأنّ عناصر «حماس» أطلقوا الرصاص على جدران منزل أحد مسؤولي «الجهاد الإسلامي» في الكرامة قبل أن ينسحبوا من المنطقة.
ووفق مصادر في «الجهاد الإسلامي»، فإن المسجد «يُبنى على أرضٍ مملوكة لفاعل خير تبرّع بها، وجرى التنازل عنها للحركة في البلدية رسمياً وقانونياً، وسجّلت في الإدارة العامة لتسجيل الأراضي (الطابو)، كذلك استكملت كافة الإجراءات القانونية التمهيدية لعملية البناء، لكن حماس لم تقبل الإجراءات القانونية السابقة».
تواصلت «الأخبار» مع المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزّة، إياد البزم، الذي نفى وصولهم «إشارة حول موضوع المسجد وإطلاق النار على منزل مسؤول في الجهاد الإسلامي»، وقال: «لا يوجد لدي تفاصيل عن الحادثة»، وهو ما دفعنا إلى الاتصال بالمتحدث باسم الشرطة أيمن البطنيجي، الذي نفى أيضاً علمه بالموضوع.
بالتواصل مع «الجهاد الإسلامي»، استنكرت الحركة الاعتداء الذي حدث، قائلة إنه «ينذر بفلتان أمني ويحتاج إلى وقفة جادة ومسؤولة من قيادة حماس». وقال المتحدث باسم «الجهاد» في غزة، داود شهاب، إنّ «مشكلة المسجد في طريقها للحل وإنّه سوف يستكمل البناء بعد تدخل جهات عدّة... إطلاق النار على مسؤول المنطقة أتى نتيجة خلاف بين أبناء المنطقة وليس له أبعاد تنظيمية».
كذلك، قالت مصادر قيادية في «حماس» إن ما حدث في منطقة الكرامة «حالة شاذة»، خاصة أنّ «التنسيق مع الجهاد الإسلامي قائم ومستمر في كل المجالات السياسية والعسكرية، والعلاقة بين التنظيمين كبيرة».
حاولت «الأخبار» أيضاً التواصل مع عدّة مؤسسات حقوقية عاملة في غزّة للتعقيب على الحدث، لكنّها رفضت التحدث بذريعة أن المسجد غير قائم بعد، بل هو في مرحلة الإنشاء، وأن ما حدث على الأرض هو نتيجة خلاف على ملكيتها وتبعيتها.