بعد أيام على العملية الأميركية التي استهدفت قياديين في تنظيم «القاعدة» في اليمن، ومواجهات متفرقة لاحقة بين التنظيم والقوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، انسحب مقاتلون من «القاعدة»، أمس، من بلدتين سيطروا عليهما أول من أمس، وذلك بعد احتجاج السكان هناك.
ونقلت وكالة «الأنباء الفرنسية» عن مسؤول ومصادر قبلية أن مقاتلي «القاعدة» كانوا قد سيطروا على بلدات لودر وشقراء واحور في محافظة أبين، جنوب اليمن، حيث يقولون إن قوات هادي تقاتل كلّاً من التنظيم وقوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، التابعة لـ«حركة أنصار الله». وأوضح المسؤولون أن «سكان البلدتين أكدوا خلال تجمعين لهم أنهم مستعدون لحمل السلاح» ضد عناصر «القاعدة»، ما دفع التنظيم إلى الانسحاب صوب التلال المجاورة. ووفق مسؤول أمني، فإن انسحاب قوات هادي ــ الذي سمح لعناصر «القاعدة» بالسيطرة على البلدات الثلاث ــ جاء نتيجة احتجاجها على التأخير في دفع رواتبها. وأضاف المسؤول إن «قواتنا تشكو أيضاً من نقص في المعدات، وخصوصاً الأسلحة لمواجهة الجهاديين الذين كثفوا هجماتهم». رغم ذلك، لا يزال هناك تخوف من سيطرة «القاعدة» مجدداً على زنجبار، وهي كبرى مدن أبين، التي طُردوا منها الصيف الماضي.
وتتواصل الاشتباكات بين القوات الموالية لتحالف العدوان، وبين حلفائها السابقين من تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، في أكثر من محور، إذ قُتل أول من أمس، ستة من عناصر الشرطة الموالين لهادي في كمين نصبه مقاتلو «القاعدة». وكان الجيش الأميركي قد شن الأحد الماضي عملية إنزال قُتل فيها قادة من «القاعدة» في محافظة البيضاء، وذلك في عملية هي الأولى في عهد الرئيس دونالد ترامب، فيما قال متحدث باسم البيت الأبيض أول من أمس، إن هذا الهجوم، الذي تسبب في سقوط ضحايا مدنيين وقتل خلاله جندي أميركي، كان «ناجحاً»، مستدركاً: «من الصعوبة استخدام كلمة نجاح حين يقتل جندي أميركي»!

كانت «يو اس اس كول» هدفاً لهجوم في تشرين الأول 2000
في ميناء عدن

يُذكر أن «مجموعة الأزمات الدولية» قالت في تقرير تزامن مع تصريحات البيت الأبيض، إن «القاعدة (في اليمن) أقوى من أي وقت مضى»، مضيفة إن التحركات العسكرية الأميركية الشبيهة بهجوم الكوماندوس قد تؤجج «المشاعر المعادية» لواشنطن بسبب «الخسائر المدنية المرتفعة». كذلك، قدّرت المجموعة أن تلك الغارة «ربّما منحت تنظيم القاعدة دفعة دعائية».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولَين حكوميين يمنيين قولهما إن سفناً حربية قصفت ما يبدو أنها معاقل لـ«القاعدة» في منطقة جبلية (المراقشة) جنوب اليمن، أول من أمس. وقال المسؤولان إنهما يظنّان أن القوات الأميركية نفذت العملية، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاغون» جيف ديفيز، نفى ذلك. وجبال المراقشة معقل رئيسي للتنظيم في جنوب اليمن، ويحتمي فيها عدد من مقاتليه منذ العام الماضي، وفق مصادر محلية.
يشار إلى أن وكالة «الأناضول» التركية نقلت عن مصادر أخرى أن غاراتٍ نفذتها مقاتلات حربية تابعة لتحالف العدوان العربي، مساء أول من أمس، على محافظة أبين، جنوب غرب البلاد، استهدفت مسلحي «القاعدة» قبل أن ينسحبوا منها. على الصعيد نفسه، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس، إن قوات البحرية أمرت بنشر مدمرة قبالة سواحل اليمن ردا على «هجوم شنه المتمردون الحوثيون على فرقاطة سعودية». وأضاف المسؤول ان «يو اس اس كول»، التي تدير العمليات في الخليج، تتمركز الآن في منطقة باب المندب، المضيق الواقع جنوب غرب اليمن. و«يو اس اس كول» معروفة كونها كانت هدفاً لهجوم في تشرين الأول 2000 في ميناء عدن، ما أسفر عن مقتل عناصر من الجيش الأميركي. كما تنتشر سفينتان برمائيتان حربيتان هما «يو اس اس كومستوك» و«يو اس اس ماكين»، في المنطقة نفسها حيث تتمركز «كول».
في سياق متصل، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الجيش الأميركي بتعويض أسر الضحايا المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا «خطأ» خلال هجوم الأحد الماضي على قياديين في «القاعدة».
(الأخبار)