في انتظار ما سيفضي إليه اجتماع «الثلاثي الضامن» المرتقب بعد أيام في العاصمة الكازاخية أستانة، يتابع الجيش السوري عملياته على امتداد الجبهات ضد «داعش»، من بادية دمشق الشرقية حتى مدينة الباب في الشمال، مروراً بطريق تدمر شرق مطار «T4».
وبينما ينتظر من الاجتماع «التقني»، وفق الوصف الروسي، أن يحدد آلية واضحة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار وتحديد خطوط السيطرة بين الجيش والفصائل المسلحة الموقّعة على الاتفاق، يلوح محيط مدينة الباب الجنوبي الغربي كميدان محتمل لتصعيد بين الجيش وقوات «درع الفرات»، مع امتداد خطوط التماس بينهما، عقب قطع الأخيرة الطريق أمام القوات السورية المتقدمة نحو الباب، عبر الطريق التي تربطها بحلب.
التوتر المتجدد بين أنقرة ودمشق يأخذ طابعاً مختلفاً عن سابقاته في ضوء «بيان أستانة» الأخير؛ فأنقرة التي تلعب دور أحد الضامنين بالاشتراك مع روسيا وإيران، تسعى إلى إبعاد الجيش السوري وحلفائه عن مدينة الباب، عبر زجّ «فصائلها» في طريقهم، مراهنة على أنهم لن يخرقوا اتفاق وقف إطلاق النار، وسيلتزمون بالاشتباك ضد «داعش».
غير أن ما يرشح عن دمشق يشير إلى أن احتمالات التصعيد مع «درع الفرات» قائمة، وهو ما أوضحه قائد في القوات الحليفة للجيش، لوكالة «رويترز»، بقوله إن الجيش السوري يهدف إلى الوصول إلى الباب، ومستعد «بالتأكيد للاشتباك مع الجيش السوري الحر» الذي يقاتل إلى جانب أنقرة في حال لزم الأمر.

سيبحث اللقاء سبل «الفصل بين المعارضة المعتدلة و النصرة»

كذلك، دانت وزارة الخارجية السورية بشدة ما وصفته بـ«الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة» على الأراضي السورية، مجددة مطالبتها مجلس الأمن بوضع حدّ لـ«انتهاكات النظام التركي». وأوضحت في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أن «قوات الجيش التركي قامت خلال الأيام القليلة الماضية بالتوغل واحتلال بعض القرى السورية، منها قريتان غرب مدينة الباب هما الغوز وأبو الزندين، وذلك بهدف التقدم باتجاه مدينة الباب».
ومن جانبها، قالت القيادة العامة للجيش، في بيان، إن وحداته بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء «تمكنت خلال العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها منذ عشرين يوماً ضد تنظيم (داعش) شمال شرق حلب من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة بمساحة إجمالية بحدود 250 كلم مربع... والسيطرة على أوتوستراد حلب ــ الباب بطول 16 كيلومتراً».
ولفتت إلى أن «هذا الإنجاز يوسع دائرة الأمان حول مدينة حلب، ويشكل منطلقاً لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم (داعش)... إلى جانب التحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية».
وفي سياق آخر، استكملت وحدات الجيش تقدمها على طريق تدمر، وتمكنت من السيطرة على مفرق جحار الاستراتيجي، شرق محطة ومطار «T4».
وبالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن لقاءً فنّياً سيجري في أستانة، الاثنين المقبل (6 شباط)، وسيخصص لبحث سبل «الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة وجبهة النصرة»، مشددة على أن «الدول الضامنة» تعتبر هذه الخطوة «من أكثر المهمات إلحاحاً». وأوضحت أن خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأمم المتحدة «سيشاركون في أول لقاء لـ(مجموعة العمليات المشتركة)، التي أنشئت وفق قرارات لقاء أستانة» الماضي. كذلك سيبحث سير تنفيذ الأطراف المتنازعة لنظام وقف الأعمال القتالية، ووضع إجراءات للرقابة على وقف إطلاق النار والحيلولة دون حصول خروقات، إضافة إلى إجراءات بناء الثقة بين الحكومة السورية والمعارضة وحل المسائل المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية. وأكدت أن اجتماعات «مجموعة العمليات المشتركة» ستكون دورية، وسيُشرك ممثلون عن الحكومة والمعارضة المسلحة .
(الأخبار)