صنعاء | قاربت حملة «الرمح الذهبي» على إكمال شهرها الأول من دون نتائج فعلية وواضحة لـ«تحالف العدوان» على اليمن، في وقت تشتدّ فيه المعارك منذ ثلاثة أيام على المحاور القريبة من باب المندب، جراء محاولة القوات الموالية للتحالف اقتحام مدينة المخا الساحلية، الواقعة إلى الجنوب الغربي من البلاد، علماً بأنها تبعد قرابة 94 كلم عن مدينة تعز، و75 كلم عن باب المندب.وفق مصدر عسكري، شنّت قوات العدوان هجوماً واسعاً الأسبوع الماضي، مسنودة بغطاء كثيف من البوارج البحرية والطائرات المروحية والنفاثة.

ورغم مشاركة الآلاف من الجنود، ومعظمهم من عناصر «الحراك الجنوبي»، وتنفيذ عمليتي إنزال بحري وجوي لقوات سودانية على الشاطئ وأطراف المخا في محاولة للوصول بسرعة إلى وسط المدينة، تمكنت قوات الجيش و«اللجان الشعبية»، التابعة لـ«حركة أنصار الله»، والقبائل، من التصدي للهجوم واستعادة مقر إدارة الأمن الواقع في أطراف المدينة، إلى جانب صدّهم عمليتي الهجوم الواسعتين في منطقة الجديد والكدحة في ذوباب، كما يؤكد المصدر.
وبعد هدوء حذر استمر لساعات مساء الجمعة، تجددت المواجهات في مختلف جبهات القتال (باب المندب والمخا والوازعية وسلسلة جبال العمري والجديد والكدحة)، لكنها انتهت بنتيجة عكسية، واستطاع الجيش السيطرة على خمسة مواقع جديدة، كذلك قُتل القيادي الموالي للتحالف أحمد سيف الكريح وعدد كبير من عناصره في مديرية الوازعية. وأوضح المصدر العسكري أن الجيش و«اللجان» استطاعوا تأمين الخط الدفاعي بالكامل في منطقة الحناية في الوازعية، كذلك كسروا هجوماً مماثلاً صوب جبال العمري.
أما شمال ذوباب، فانتهى هجوم العدوان بمقتل العقيد سعيد نحير الصماتي، وهو قائد وحدات الهجوم لدى تحالف العدوان على الشريط الساحلي.
ورغم اشتداد المواجهات في ذوباب والعمري ومداخل المخا تحديداً، فإن المعارك اتسمت بطابع الكر والفر، إذ إن محاولات التقدم في المدخلين الشرقي والغربي للمخا لم تصمد مساء الجمعة، علماً بأن الغارات الكثيفة والقنابل الفوسفورية التي تتعرض لها المدينة الساحلية أدت إلى مقتل عدد من سكانها العالقين في منازلهم منذ أربعة أيام.
وقدّر مصدر عسكري ثانٍ، في حديث إلى «الأخبار»، عدد الغارات التي شنّتها البوارج والطائرات، منذ صباح الجمعة حتى مساء أمس، بأكثر من 500، فيما كان نصيب المخا وحدها 50 غارة أول من أمس السبت.

يستهدف العدوان المواطنين لتهجيرهم كي تصبح المدينة خالية

المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد الركن شرف غالب لقمان، أكد في هذا الإطار أن «الجيش واللجان الشعبية لا يزالان يمتلكان زمام المبادرة والتحكم في مسرح العمليات في جبهة الساحل الغربي»، متوعداً بمفاجآت «تنتظر قوات الغزو... وسوف يشهدها الجميع في الوقت المناسب».
وأضاف لقمان «ضرباتنا تأتي في إطار تكتيك استراتيجي لحسم العملية الدفاعية في مصلحتنا، والقوات المسلحة تقدر الموقف بدقة وتريد منع احتلال المخا»، وتابع: «خطوط دفاعنا متماسكة، وطبيعة الارض تخدمنا في تنفيذ المهمات الاستراتيجية».
وفي محاولة لقطع الإمدادات عن الجيش و«اللجان»، استهدفت طائرات العدوان عدداً من الجسور والطرقات، منها جسر شرس الرابط بين محافظتي حجة والحديدة، وجسر الجويح الواقع على طريق الحديدة ــ تعز.
في الوقت نفسه، تنقل مصادر محلية أن قرابة سبعة آلاف نسمة من سكان حي الويادي والمملاح في المخا صاروا أهدافاً للطائرات ونيران المسلحين، مشيرة إلى استهداف منازل المواطنين بغارات جوية وبقذائف هاون في حيّي السويس والشاذلي في المدينة. كذلك، يعيش الآلاف من سكان الأحياء الأخرى حصاراً مطبقاً منذ أيام، وأكد مصدر حقوقي في المدينة أن طائرات التحالف تستهدف المواطنين بصورة عشوائية، مشيراً إلى مقتل أربع نساء وأحد المواطنين أثناء خروج الأخير من منزله لشراء الطعام لعائلته. ولفت إلى أن العدوان استهدف خزانات المياه، ملمّحاً إلى أن «جمعية الهلال الأحمر الإماراتية» أعلنت استحداث مخيم يستوعب عشرة آلاف نازح خارج المخا بهدف إخلاء المدينة تمهيداً لقصف مكثف.