يواجه الجندي الإسرائيلي آدم بنحاسين (20 عاماً)، وهو من أصول كندية، عقوبة الإعدام في إقليم كردستان شمالي العراق، حيث توجه قبل نحو عامين للانضمام إلى التنظيمات الكردية التي تحارب «داعش»، لكنه ارتكب جريمة قتل بحق سائق سيارة أجرة، وهو مواطن عراقي، بسبب أن الأخير «هدده بفضح هويته الإسرائيلية».
ومنذ ذلك الحين تحتجزه سلطات الإقليم، وفق ما كشف موقع «واللا» الإسرائيلي، أمس.
وبرغم أن الموقع اكتفى بالقول إن «بنحاسين مسجون في دولة عربية ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل»، فقد ذكر وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، أيوب القرا، في تشرين الأول الماضي أن هناك «إسرائيلياً مسجوناً لدى سلطات كردستان العراق»، وهو الإقليم الذي لديه علاقات أمنية مع إسرائيل، وخصوصاً مع جهاز «الموساد».
ووفق ما ذكره الموقع، فإن «وزارة الخارجية الإسرائيلية تبذل جهوداً حثيثة في سبيل تحريره مقابل دفع فدية مادية»، آملةً أن «يُطلق سراحه في القريب العاجل». كذلك قالت الوزارة، في بيان أمس، إن «سلامة بنحاسين وأمنه على سلم أولوياتنا، ونحن نتابع الموضوع مع عائلته منذ اعتقاله».
وفي شهر حزيران 2015، أثناء رحلة الجندي الإسرائيلي في سيارة أجرة للوصول إلى إقيلم كردستان، نشب شجار بينه وبين السائق العراقي الذي عرف بأمر هويته الإسرائيلية وأنه يهودي، فهدده بفضح أمره، ما دفع بنحاسين إلى قتله.

ارتكب الجندي الإسرائيلي جريمة قتل بحق مواطن عراقي

ووفق أقوال العائلة، فإنّ الجندي «أخبر ذويه بأنه مسافر لزيارة أقرباء له يواجهون خطر الموت بسبب قرب منطقتهم من الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم داعش»، علماً بأنه سافر إلى العراق، مستخدماً جنسيته الكندية، حيث لا يسمح له بالدخول لأنه إسرائيلي.
وفي أعقاب الكشف عن الموضوع، زعم القرا في حديثه إلى الموقع أنه هو من توجه إلى الرقابة العسكرية، طالباً منها السماح بنشر تفاصيل القضية، وذلك «من أجل تحشيد الرأي العام لمصلحة الجندي الإسرائيلي، وجمع تبرعات مادية بهدف تقديمها كفدية لإطلاق سراحه». وأضاف أنه «تواصل مع الأشخاص الذين يحتجزون بنحاسين وتوصلنا إلى تفاهمات بشأن دفع فدية لإعادته إلى البلاد».
وكان القرا أول من كشف عن القضية بعدما نشر صوراً وشريط فيديو جمعه مع والد الجندي، وفوجئت حينها الرقابة العسكرية والأجهزة الأمنية في إسرائيل بتصريحات الوزير، فسارعت إلى فرض التعتيم الإعلامي على ما نشره بهدف «عدم المساس بمساعي الخارجية الإسرائيلية لإطلاق سراح الجندي».
ووفق ما ذكره الموقع، فإن القرا عقب لقائه والد الجندي الإسرائيلي، «سارع خلافاً للرقابة العسكرية المفروضة على القضية، إلى تعميم بيان على وسائل الإعلام حول تفاصيل القضية».
يشار في هذا السياق إلى أن الجندية الإسرائيلية، جيل روزنبرغ، سافرت هي الأخرى إلى سوريا وقاتلت في صفوف التنظيمات الكردية، حتى عادت في تموز من عام 2015 إلى إسرائيل بمساعٍ من رجل الأعمال الأميركي ــ الإسرائيلي، موطي كهانا.