شهدت جبهات القتال المختلفة في محافظتي مأرب والجوف تصعيداً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية. وتمكن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من إحباط أكثر من هجوم للمسلحين المؤيدين للعدوان والقوات الغازية في عدد من الجبهات المشتعلة.
وأوضح مصدر عسكري في تصريح لـ«الأخبار» أن المعارك المحتدمة تتركز في مناطق هيلان والمشجح، حيث حاول المسلحون والقوات الغازية التقدم باتجاه جبل هيلان الاستراتيجي مسنودين بغطاء جوي من طائرات «التحالف» وتصدى لهم الجيش و«اللجان الشعبية» موقعين في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى؛ بينهم قيادات بارزة موالية للرياض. ويستميت المسلحون والقوات الغازية لتحقيق أي تقدم باتجاه جبل هيلان الواقع تحت سيطرة الجيش اليمني والذي تمثل السيطرة عليه أهمية عسكرية كبيرة في ميزان المعركة، حيث يطل على خمس مديريات في المحافظة؛ من ضمنها مدينة مأرب عاصمة المحافظة ومعقل المسلحين، إضافة إلى مديريات صرواح ومدغل ورغوان وحريب. وفي منطقة المخدرة في الجدعان والتي تشهد اشتباكات متقطعة، أكد المصدر أن الجيش و«اللجان الشعبية» لا يزالون يسيطرون على المخدرة وجبل مرثد المقابل لجبل هيلان من الجهة الغربية، وصولاً إلى منطقة حزم العرجان في مدغل الجدعان. وأوضح المصدر أن الجيش و«اللجان» لا يزالون يفرضون سيطرتهم أيضاً على منطقة الضيق بالكامل التي تقع شمال غرب المخدرة، وصولاً إلى منطقة الجُرف في مدغل الجدعان.
وفي جبهة نجد العتق، أشار المصدر إلى أن الجيش و«اللجان» استطاعوا السيطرة على جبل بحرة المقابل لجبل صلب من الجهة الشرقية، كما استطاعوا أيضاً السيطرة على أجزاء واسعة من جبل صلب من الجهة الشرقية. كما تمكن الجيش اليمني من طرد المسلحين وقوات «التحالف» من منطقتي جعدر والكولة شرقي مفرق الجوف التابعة لمحافظة مأرب بعد معارك عنيفة.
وفي محافظة الجوف المحاذية لمحافظة مأرب، تواصلت المعارك العسكرية للسيطرة على المواقع الاستراتيجية فيها نظراً إلى طبيعتها الصحراوية وأراضيها الشاسعة. ولا يزال الجيش اليمني و«اللجان» يفرضون سيطرتهم على 70% من مناطق المحافظة. وتتركز المواجهات العنيفة في مناطق سدبأ والغيل والسلسلة الجبلية المطلة على مدينة الحزم. وحقق الجيش و«اللجان» تقدماً كبيراً خلال اليومين الماضيين تمثل في السيطرة على أجزاء واسعة من التباب والمواقع في السلسلة الجبلية المطلة على معسكر «اللواء 115» والمجمع الحكومي في المدينة. ولقي العشرات من المسلحين مصرعهم خلال العمليات العسكرية الجارية في المحافظة؛ بينهم قيادات بارزة، إضافة إلى تدمير ست آليات عسكرية تابعة للقوات الغازية. وكثف طيران «التحالف» غاراته الجوية على مناطق متفرقة في المحافظة، مستهدفاً منازل المواطنين والأسواق الشعبية والمحال التجارية. كما تحتدم المواجهات في منطقة الغيل، حيث سيطر الجيش على وادي أيبر ودمر ثلاث مدرعات للمسلحين.