نجح الجيش السوري في إحباط هجمات عنيفة لتنظيم «داعش» على الأحياء المحاصرة في مدينة ديرالزور ومطارها العسكري ومحيطه، كانت تهدف إلى تقطيع أوصال مناطق سيطرة الجيش في المدينة التي دخلت العام الثالث من الحصار.
الهجمات التي تعدّ «الأعنف» منذ ما يزيد على تسعة أشهر، انطلقت بشكل متزامن على نقاط الجيش في الساتر الشرقي للمطار العسكري وتلال الثردة، والبانوراما ومنطقة المقابر، والجفرة، وتلة بروك والبغيلية وتلة الرواد وفندق فرات الشام، شارك فيها عدد من «الانغماسيين».
ومع نجاح الجيش في استيعاب الهجمات المنظمة على غالبية الجبهات، تمكن مسلحو التنظيم من التقدم نحو نقاط للجيش في منطقة المهندسين الموازية لتلة «الثردة 1»، جنوب غرب المطار، في محاولة لقطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري.

استقدم التنظيم تعزيزات من جبهات ريف الرقة وريف الدير
وبالتناوب، أغار سلاحا الجو السوري والروسي على مواقع التنظيم في محيط المطار والريف الغربي ومعظم نقاط التماس مع الأحياء الواقعة تحت سيطرته، ما أدى إلى تقييد تحركاته ومنعه من شنّ دفعة جديدة من الهجمات. وسبق الهجوم إعداد كبير من مسلحي التنظيم واستقدام تعزيزات من جبهات ريف الرقة وريف دير الزور الغربي، مع قيام «داعش» بإغلاق كافة مقاهي الإنترنت في مناطق سيطرته، في محاولة لمنع تسريب أي معلومات عن تحركاته العسكرية.
وأكّد مصدر عسكري في حديثه إلى «الأخبار» أن «وحدات الجيش صدّت هجوماً قوياً لمسلحي (داعش) على المدينة، وتتعامل مع المجموعة التي تسللت إلى نقاط في منطقة المهندسين في وادي الثردة 1». وأضاف المصدر أنه «لا صحة لسيطرة الإرهابيين على منطقة الجبل وكتيبة التأمين، أو قطع الطريق بين المطار والمدينة»، لافتاً إلى أن «وحدات الجيش التي صمدت طيلة ثلاث سنوات من الحصار، قادرة على استيعاب الهجمات ومنع (داعش) من تحقيق تقدم ميداني فيها».
ويحاول «داعش» من خلال هجماته الأخيرة السيطرة على منطقتي الجبل والمقابر، بشكل يتيح له ربط مناطق سيطرته من تلال الثردة باتجاه البانوراما وقطع الطريق بين المطار والمدينة من جهة، والمطار و«اللواء 137» من جهة أخرى، بهدف تقطيع أوصال الجيش في المدينة إلى ثلاثة أقسام. وكان نجاح خطة التنظيم سيتيح له تضييق الحصار ومنع التواصل بين وحدات الجيش، إضافة إلى منع المروحيات من الهبوط في المدينة، ما يعني قطع الإمدادات العسكرية عنها، وتسهيل الانقضاض على نقاط الجيش بهدف السيطرة على كامل محافظة دير الزور.