دمشق | لا يبدو أن مأساة نبع الفيجة ستلقى حلاً خلال وقت قريب، رغم تهلل أسارير سكان العاصمة السورية، إثر إعلان اتفاق يطبخ بهدوء داخل قرى وبلدات وادي بردى، بمتابعة روسية.
مهلة الجيش المقدّرة بـ 24 ساعة كمدة لوقف إطلاق النار، انتهت دون إتمام المفاوضات للوصول إلى حل في قرى وبلدات وادي بردى، في ريف دمشق الغربي. الجيش استأنف عمليته العسكرية تحت أنظار ومسامع الدمشقيين الذين يملأهم القلق، باستهداف مواقع المسلحين في المنطقة. العملية العسكرية التي استؤنفت، صباح أمس، بدت أضخم من المتوقع، بعدما تحدثت مصادر ميدانية لـ«الأخبار»، عن استقدام القيادة العسكرية تعزيزات جديدة، بهدف وضع حد نهائي لتعنّت المسلحين الرافضين للتسوية. وفي أولى نتائج العملية، تمكنت القوات السورية من السيطرة على مرتفع ضهر المسابي، شمال غرب بلدة دير مقرن، إضافة إلى السيطرة على تلال عدة، غربي المرتفع، تشرف على الناحية الشمالية لبلدة كفر الزيت، على المحور الغربي لبلدة عين الفيجة.

استقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى قرى الوادي


وبين شدّ وجذب لإدخال فرق الصيانة إلى نبع الفيجة بعد خشية العاملين من تعرضهم لرصاص القنص أو تفجير الألغام التي زرعها المسلحون، انقضت المدة المحددة دون حل سلمي. وبحسب أحد عمال فرق الصيانة، رفض المسلحون حتى شرط الجيش بالابتعاد عن نبع الفيجة مسافة تزيد على 1 كلم. وأضاف أنّ ورش الصيانة بقيت في انتظار تأمين الطريق والأوامر ببدء العمل على مهمتي الكشف والاستطلاع قبل البدء بإعادة تأهيل ما يمكن تأهيله من النبع. وبحسب مسؤول وزارة المصالحة الوطنية في ريف دمشق الغربي فراس باشا، نصّ اتفاق وادي بردى، أول من أمس، على وضع الدولة السورية يدها على نبع عين الفيجة، بضمان ابتعاد المسلحين عن النبع مسافة أمان تصل إلى 1.5 كلم من مختلف المحاور، في محاولة فسح المجال أمام فرق الصيانة لأن تقوم بمهماتها من دون عراقيل ومفاجآت. وأوضح باشا لـ«الأخبار» أنّ مهلة الجيش جاءت لتهيئة فرص لجان المصالحة للقيام بالتسويات والتفاوض لإخراج المسلحين الغرباء، الممثلين بـ«جبهة النصرة» وكل الرافضين للحل السياسي. ولفت إلى أنّ العملية العسكرية هي الباب الوحيد لحل مسألة عين الفيجة، وهي ما يمكن أن تفرز حلّاً من اثنين، أحدهما الحسم العسكري الذي يقود إلى حل جذري، أو إجبار المسلحين على الاستسلام تحت وطأة الضغط العسكري، بحسب باشا. الأمر الذي يعني إغلاق المجال أمام المفاوضات حتى اللحظة، في انتظار وقف تعنت المسلحين أو تقدم ما يحرزه الجيش، يمكّن من استعادة ضخ المياه إلى العاصمة. ويأتي تعثر المفاوضات في بلدات وادي بردى، بعد مرور يوم واحد على فتح الطريق من بلدة دير قانون، غربي عين الفيجة، باتجاه النبع، فسحاً للمجال أمام ورش الصيانة، غير أن فصائل من مقاتلي المنطقة بادرت بالتصعيد، ما منع إتمام الاتفاق.