صنعاء | أحبطت قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» هجوماً متزامناً من البر والبحر والجو، نفذته قوات تحالف العدوان تحت تسمية «الرمح الذهبي»، وذلك في محاولة جديدة للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
فبعد 48 ساعة من بدء الهجوم، غيّر الجيش اليمني معادلة القوة وأجبر القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي على العودة إلى مواقعها السابقة.
في هذا السياق، قال مصدر عسكري في العاصمة صنعاء، إن التحالف دفع بقوات كبيرة للهجوم على مناطق كهبوب وذباب بهدف السيطرة على المضيق، لكن «قواتنا كانت لهم بالمرصاد وأظهرت أعلى استعداد قتالي... كان لدينا توقع بحدوث الهجوم، خاصة أن الإعداد بدأ له قبل شهر وفق رصدنا». وذكر المصدر أن المحاولة الأخيرة بدأت بتنفيذ إنزال بحري لأكثر من ألفي جندي بالتزامن مع بدء المعركة البرية في ذباب وكهبوب صباح أول من أمس (السبت)، فيما ترافق ذلك مع قصف من الطيران الحربي والمروحي إضافة إلى قصف صادر من بوارج في البحر.
ووفق تصريح المتحدث الرسمي باسم التحالف، العميد السعودي أحمد العسيري، فإن الهدف كان السيطرة على باب المندب في عملية عسكرية أطلق عليها اسم «الرمح الذهبي»، وهدفها «تأمين منطقة باب المندب بالكامل من أي سيطرة لميليشيا الحوثيين أو مراكز لنصب منصات الصواريخ بغرض استهداف الملاحة الدولية».

أجرى الصماد زيارة
لسواحل البلاد الغربية،
وخاصة الحديدة

وبعد ساعات من إعلان انطلاق العملية، ومحاولة التقدم في ذباب وكهبوب، تحوّل ذلك الانتصار إلى كمين محكم أدى إلى مصرع قائد العملية العسكرية، وهو قائد اللواء الثالث المسمى «حزم»، عمر سعيد الصبيحي، في جبهة ذباب ومعه مرافقوه كافة، بالاضافة إلى عشرات من القوات الموالية لهادي. وتمكنت قوات الجيش و«اللجان الشعبية»، وفق المصدر نفسه، من تدمير عشرين آلية عسكرية لتنتهي المعركة بفرار القوات الموالية لهادي بالفرار إلى مواقعها العسكرية السابقة.
وفيما ادعت تلك القوات لاحقاً تقدمها في محيط معسكر العمري في ذباب، وسيطرتها على جبل الخزان الاستراتيجي، وأجزاء واسعة من جبال كهبوب القريبة من باب المندب، نفى المصدر العسكري تلك الشائعات، مؤكداً أن المواقع المذكورة لا تزال تحت سيطرة الجيش و«اللجان». وقال إن «الوحدة الصاروخية» استهدفت صباح أمس المنطقة التي حاولت فيها تلك القوات إعادة التجمع في شرق كهبوب وغربها.
في سياق متصل، زار رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، يوم أمس، ومعه قائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء الركن سعيد الحريري، قوات البحرية والدفاع الساحلي وقوات خفر السواحل المرابطة في الساحل الغربي للبلاد. وثمّن الصماد ما سمّاه «الصمود الأسطوري الذي تسجله القوات البحرية والدفاع الساحلي في مواجهة العدوان ومخططه الرامي إلى احتلال الساحل»، منوهاً بالتصدي الذي حدث في الساعات الماضية وإحباط محاولات الإنزال. وقال إن «القوات البحرية تمثل اليوم رأس الحربة خلال المواجهة في الوجه البحري لليمن، خاصة لما يمثله البحر الأحمر والحديدة من أهمية بالغة».