كشف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أن واشنطن تبحث تكرار تجربة قاعدة الأنبار الجديدة في محافظات عراقية أخرى مع تقدم الحملة على تنظيم «داعش»، في حين شددت هيئة «الحشد الشعبي» على أن قرار واشنطن إرسال 450 عسكرياً إلى الأنبار، هو محاولة لسرقة الانتصارات التي ستحققها القوات العراقية و«الحشد» في مدينتي الرمادي والفلّوجة. وفي وقت شارفت فيه القوات العراقية على تطهير معظم أحياء بيجي، أوضح ديمبسي، في حديث مع الصحافيين قبل أن تهبط طائرته في إيطاليا، أن تكرار تجربة قاعدة الأنبار الجديدة في محافظات عراقية «أحد الخيارات الأخرى التي نبحثها»، مقرّاً بأن الأمر قد يتطلب إرسال المزيد من القوات.
وأضاف إن دراسة مثل هذا الاحتمال «مجرد جزء من تخطيط حذر».
وستقام القاعدة الجديدة داخل قاعدة التقدم العسكرية التي تبعد نحو 25 كيلومتراً فقط عن مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي سيطر عليها تنظيم «داعش» الشهر الماضي.
ووصف ديمبسي قاعدة التقدم بأنها «منصة» للجيش الأميركي حتى يتوسع أكثر في العراق بهدف تشجيع وتمكين القوات العراقية في قتالها لتنظيم «داعش»، مضيفاً إنه «على مستوى التخطيط...
العامري: أفشلنا مخطط تقسيم العراق بتحركنا السريع في الرمادي
الأمر ليس نظرياً بل هو عمليّ جداً. فنحن ندرس المواقع الجغرافية وشبكات الطرق والمطارات والأماكن التي يمكننا إقامة هذه القواعد فيها بالفعل». لكنه قال إنه لا يتوقع إقامة قاعدة مماثلة في محافظة الأنبار قريباً، مضيفاً «لكن يمكنني أن أتصور واحدة ربما في الممر الممتد من بغداد إلى تكريت، إلى كركوك وحتى الموصل، لذلك ندرس تلك المنطقة».
وعبر ديمبسي عن ثقته بأن انتشار القوات في قاعدة التقدم سيساعد في دعم حملة الجيش العراقي ضد «داعش».
في سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الأميركية، انتوني بلنكن، أن قرار البيت الأبيض إرسال المزيد من مستشاريه إلى العراق «جاء لتفعيل الخطة ذات المحاور الخمسة، التي أقرها مجلس الوزراء العراقي، في أيار المنصرم، التي تتضمن تعجيل تسليح وتدريب المتطوعين من مقاتلي العشائر السنية، وخطوات أخرى لمساعدة أهل الأنبار وتمكينهم من طرد داعش من المحافظة».
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن بلكن بحث مع رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، «إعلان البيت الأبيض إرسال عدد إضافي من المستشارين العسكريين لتقديم المشورة للقوات العراقية، بضمنهم مقاتلو القوات العشائرية، لتحسين قدرتهم على وضع خطط الهجوم ضد داعش، وإدارتها وتنفيذها في الأنبار».
وأثنى بلكن، وفقاً للبيان، على «الشراكة المتبادلة بين رئيس البرلمان الجبوري ورئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي»، مشدداً على ضرورة «استمرار الجبوري بالعمل البناء مع الحكومة العراقية لتحقيق التقدم في المصالحة الوطنية والأمن المستديم للبلد».في غضون ذلك، شدد المتحدث الإعلامي باسم «الحشد الشعبي»، كريم النوري، على أن قرار واشنطن إرسال 450 عسكرياً إلى الأنبار هو محاولة لسرقة الانتصارات التي ستحققها القوات العراقية و«الحشد» في مدينتي الرمادي والفلّوجة الخاضعتين لسيطرة تنظيم «داعش». وأكد النوري، في تصريح لوكالة «الأناضول»، أن «وضع محافظة الأنبار الأمني لا يتطلب إرسال المزيد من المستشارين الأميركيين إلى القواعد العسكرية»، لافتاً إلى أن «قوات الحشد الشعبي في المحافظة، التي وصلت على شكل دفعات خلال الأيام الماضية، قادرة على إدارة معركة تحرير الأنبار، من دون الحاجة إلى جهد التحالف الدولي».
وأضاف إن «قرار الولايات المتحدة الأميركية جاء لغايتين: الأولى احتواء الانتقادات التي وجهت إلى واشنطن، والتي حمّلتها مسؤولية سقوط مدينة الرمادي بيد داعش... والغاية الثانية، وهي الأبرز، سرقة الانتصار الذي سيتحقق على أيدي قوات الحشد الشعبي في مدينتي الرمادي والفلوجة».
من جهة أخرى، وفي وقت كانت فيه البشمركة الكردية تسيطر على مجموعة من القرى في محيط كركوك، أكد الأمين العام لـ«منظمة بدر»، هادي العامري، أن «الحشد الشعبي» استطاع إيقاف تقدم العدو واستيعاب هجومه وانتقل بعد ذلك من الاستيعاب إلى الهجوم، مضيفاً إن المبادرة أصبحت بيد «الحشد».
وأعلن العامري في مؤتمر لتكريم عوائل شهداء «الحشد» أن عمليات «الحشد» القادمة ستكون في الفلوجة لإنهاء ما سماه «الغدة السرطانية». ولفت إلى أن «داعش» خطط لاقتحام بغداد بعد سقوط الموصل وتكريت قبل أشهر من ثلاثة محاور: الرمادي أبو غريب، سامراء بغداد وديالى بغداد. وعزا العامري سقوط الرمادي إلى الضجة حول دور «الحشد» والتي استجابت لها الحكومة، ما اضطر بعدها قوات «الحشد» إلى الخروج من تكريت، الأمر الذي أدى إلى سقوط الرمادي وحدوث الانهيارات في بيجي، كاشفاً عن قول وزير في الحكومة «لتسقط الرمادي ولا يأتيهشا الحشد». وشدد على أن تحرك «الحشد» السريع في الرمادي أفشل مخططاً إما لتقسيم العراق أو إقامة الإقليم من خلال سقوط الرمادي، مضيفاً إنه لولا فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية وتضحيات العراقيين لكان العراق في خبر كان، ولأصبح العراق والخليج كله تحت سيطرة «داعش».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)