معركة الموصل سياسية وعسكرية
من شأن معركة استعادة الموصل أن تكون منعطفاً أساسياً في مكافحة الجهاد الدولي. وتحت هذا العنوان، فإن هذه المعركة لا تتعلق فقط بهذا البلد المشؤوم، بل تهمنا نحن أيضاً بشكل مباشر. وفيما يدور الآن في سهل نينوى الواسع، ذي الأرض الصخرية والحضارة القديمة، صراع سياسي وعسكري، فإنّ الانتصار سيكون على هاتين الجبهتين، أو لا يكون.
تشكل الموصل رمز تحول التنظيم الجهادي إلى هيكل شبه حكومي. وإذا طرد من الموصل، يتحول التنظيم إلى مجرد عصابة، لا تسيطر على أرض محددة، محرومة من خلفية لوجيستية ومالية تؤمن لها السيطرة على مدينة كبيرة مثل الموصل، وستكون هزيمة كبيرة، لكنها ستفقد معناها ما لم تتم أيضاً على المستوى السياسي. ففي حال استعادة الموصل، ولم تُعهد، بطريقة أو بأخرى، إلى إدارة عربية سنيّة، فلن تتغير الأرضية التي ازدهر منها الجهاد: داعش سيتفكك، لكن التطرف الإسلامي سيولد من جديد، تحت مسمى مختلف، وفي سياق الدفاع عن السنّة.
(من افتتاحية صحيفة لوموند)


«داعش» سيفرّ إلى سوريا، فماذا سيحصل؟

يتهيّأ الجيش السوري وحزب الله وحلفاء دمشق الإيرانيون لموجة اجتياح كبرى من قبل آلاف من مقاتلي «داعش» الذين سيطردون من العراق عندما تسقط الموصل. فالجيش السوري يشتبه في أن يكون الهدف الحقيقي وراء تحرير الموصل المخطط له أميركياً، إغراق سوريا بجحافل مقاتلي «داعش» الذين سيفرون من عاصمتهم العراقية إلى «عاصمتهم الصغيرة»، الرقة.
في الأسابيع الماضية، توقعت وسائل الإعلام الغربية وخبراء أميركيون معركة على غرار معركة ستالينغراد من قبل «داعش» داخل الموصل أو انتصاراً سهلاً على التنظيم تعقبه معارك عراقية طائفية في المدينة. أما الأمم المتحدة فتحذر من موجة نزوح هائلة من المدينة المحاصرة.
(لكن) لدى استخبارات الجيش السوري تقارير تفيد بأن «داعش» طالب في بلدات وقرى جنوب الحسكة بتوفير الكهرباء والمياه لعناصره الذين سيتدفقون من الموصل. وهذا يعني أنه إذا سقطت الموصل، فسيوجه جيش «داعش» بأكمله ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، وهو سيناريو قد يروق بعض الشيء واشنطن.
ولأن القوات السورية والروسية قد تضطر إلى مواجهة «داعش» في سوريا، فلا عجب في سعيها إلى السيطرة على كامل مدينة حلب، مهما كان الثمن، قبل سقوط الموصل.
(من مقالة لروبرت فيسك في إندبندنت)