فجأة، دون أي مقدمات، أعلنت وسائل إعلام عراقية مقرّبة من "الحشد الشعبي"، أمس، عن "لقاء تاريخي" بين زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، وقادة "الحشد"، وذلك بعد أقل من يوم واحد على تغيير الصدر لمسار التظاهرة التي كان قد دعا إليها أمام السلطة القضائية احتجاجاً على عودة نوري المالكي ونواب رئيس الجمهورية إلى مناصبهم، باتجاه مبنى السفارة التركية.
يُعتبر هادي العامري صاحب مبادرة اللقاء
في منزل الصدر

وأظهرت صور ومقاطع فيديو توسّط الصدر قادة أبرز فصائل "الحشد الشعبي"، الذي كان في الأمس القريب يصفه بـ"المليشيات الوقحة"، والذي تربطه مع بعضهم خلافات تعود إلى أيام الاحتلال الأميركي للبلاد. وكان في صدارة من التقى الصدر قائد قوات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، والرجل الثاني في "الحشد" هادي العامري، والأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، والأمين العام لحركة "النجباء" أكرم الكعبي، والأمين العام لتيار "رساليون" عدنان الشحماني.
وفي المؤتمر الصحافي، لم يخرج الصدر وضيوفه الاستثنائيون عن الخطوط العامة في التأكيد على "تحرير الموصل"، وضرورة أن يكون هناك إطار قانوني لـ"الحشد الشعبي"، والابتعاد عمّن يسيء له وأهمية توحيد الصف خلال الفترة الراهنة. وقد حرص أعضاء الوفد على مجاملة الصدر والإشادة بمبادرته، بينما وصفه الخزعلي بـ"الرمز الوطني". وشدّد الصدر على رفض "أي تدخل أميركي أو خارجي بشأن نينوى"، مؤكداً أن "الموصل ستحرّرها أيدٍ عراقية"، ومبدياً استعداده لـ"دعم الجيش العراقي والقوات الأمنية بقوة"، في مهماتها القتالية في الموصل والأنبار.
وبشأن قضية الحضور العسكري التركي، فقد هدّد الصدر ببدء "إجراءات" ضده. وفي هذا السياق أتت التظاهرة التي شارك فيها الآلاف من أتباعه، أمام السفارة التركية، في وقت خلا فيه مقرها من السفير والطاقم الدبلوماسي.
ووفق مصادر مطلعة، وأخرى قريبة من الصدر، فإن العامري هو صاحب المبادرة في جمع قادة "الحشد الشعبي" في منزل الصدر. وقالت المصادر لـ"الأخبار" إن العامري أرسل مبعوثاً عنه إلى الصدر مرتين، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً به، قبل أن يوافق هذا الأخير ويرحّب بالمبادرة. وأشارت هذه المصادر إلى أن الصدر دعا "الحشد الشعبي" إلى عدم الدخول إلى الموصل، لتجنّب ما حصل في الفلوجة من حملات إعلامية تعرّض لها "الحشد". وكشفت المصادر، أيضاً، عن موافقة الصدر المبدئية على تولي رئيس كتلة "بدر" النيابية قاسم الأعرجي، منصب وزير الداخلية خلفاً لمحمد سالم الغبان، الذي استقال على خلفية "تفجيرات الكرادة".
وبشأن أسباب المرونة التي أبداها الصدر هذه المرة، بخلاف المحاولات السابقة، قال مصدر مقرّب من أحد فصائل "الحشد الشعبي"، إن "الأمر اختلف هذه المرة بسبب معركة نينوى ومستقبل المدينة بعد التحرير، وقرب الانتخابات المحلّية والنيابية والحديث الجاري عن التحالفات".