صدّ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» عددا من هجمات القوات الموالية للتحالف السعودي على معبر البقع الحدودي الواقع في الشرق من محافظة صعدة في منطقة البقع الصحراوية. وأدى فشل الهجوم الى مقتل نحو 50 مجندا من قوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وهم جميعهم من أبناء الجنوب اليمني، وفقاً لما تبيّن.
طالب البيض مجلس الأمن بمحاكمة صالح والحوثي
وفي العملية نفسها، دمّر الجيش و«اللجان» أربع دبابات «أبرامز» أميركية وستّ آليات عسكرية متنوعة، فيما أشارت مصادر ميدانية إلى وجود قوات يمنية منتشرة على كامل الشريط الحدودي تحسباً لعمليات كهذه.
واللافت في هذه العملية كان نجاح قيادة «التحالف» في تجنيد المئات من أبناء الجنوب اليمني تحت إمرة اللواء علي محسن الأحمر، وهو العدو التاريخي لأبناء الجنوب، ما منح النظام السعودي فرصة لاستبدال جنوده وحرس حدوده بمجندين يمنيين حرصا منه على أن يفتتح بهم جبهة قتال جديدة على حدوده الجنوبية بعد أشهر طويلة من تدريبهم وتسليحهم واستقدامهم عبر قيادات عسكرية موالية لهادي والأحمر إلى المعسكرات السعودية، وهو سيناريو يشبه ما جرى في معارك الجبهة الغربية في المنطقة الساحلية بين ميدي وجيزان.
ووفق مصادر يمنية، تأتي العملية في سياق المحاولات السعودية للتهرب من المعركة مع الطرف اليمني وتصويرها كمعارك يمنية ــ يمنية، لا يتعدى الدور السعودي فيها حدود تقديم الدعم والمساندة لما تسميها «الشرعية الرئاسية» وقواتها على الأرض. ويُشير المصدر إلى أن حجم الأموال المنفقة والخسائر السعودية في هذه الحرب، يؤكدان أن معركة اليمنيين هي في الواقع مع السعودية.
تداعيات العملية وصلت سريعاً إلى الأوساط الجنوبية، حيث تسود حالة غضب بعد العملية التي عُدّت استهتاراً بدماء الجنوبيين واستغلالاً لظروفهم المعيشية. وقد ارتفعت أصوات يمنية من أبناء الجنوب للمطالبة بسحب جميع المجندين مما سموها «معارك عبثية» لا علاقة للقضية الجنوبية بأجنداتها وأهدافها. واتهمت شخصيات جنوبية «تجار الحروب» في حزب «الإصلاح» بتجنيد شباب جنوبيين للقتال نيابة عن الجيش السعودي، مستغربة استعداد السعودية لدفع الأموال الطائلة لكل من يقاتل في حدودها الجنوبية، بينما يقبع الآلاف من أبناء الجنوب اليمني ممن قاتلوا داخل أراضي الجنوب تحت قيادة السعودي والاماراتي من دون أي رواتب أو اعتمادات مالية منذ أشهر.
في هذا الوقت، احتشد الآلاف في مدينة عدن، يوم أمس، لإحياء الذكرى السنوية الثالثة والخمسين «لثورة 14 أكتوبر» التي انتهت بإخراج القوات البريطانية من المدينة الجنوبية في 30 تشرين الثاني عام 1967. ولبّى هؤلاء دعوة السلطة المحلية في عدن والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال واستعادة دولة الجنوب السابقة ولإحياء المناسبة في تظاهرة أطلق عليها «مليونية التمسك بتحرير واستقلال الجنوب». وفيما رفع بعض المشاركين في الاحتفالية صوراً لهادي، اعترض البعض الآخر وذلك على خلفية تمسكهم بعداء هادي أحد رموز حرب عام 1994 على الجنوب، إلى جانب أن المشروع السياسي لهادي يتمثل بالأقاليم الستة ما يتعارض مع مطالب الجنوبيين بالانفصال.