الواجب الأخلاقي لواشنطن في اليمن
تشير غارات «التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن بشكل واضح إلى ضرورة أن تضع الولايات المتحدة الأميركية حداً لدورها في الحرب الأهلية التي تسببت في وقوع كارثة إنسانية في واحدة من أفقر دول العالم، وفي تغذية التطرف. ولدى الرئيس الأميركي باراك أوباما القدرة على القيام بذلك، وخاصة أنّ السعودية ــ كحلفائها من دول الخليج ــ تعتمد على واشنطن للحصول على الطائرات والذخائر والتدريب والتزوّد بالوقود. كذلك تساعد الولايات المتحدة السعودية على حراسة حدودها.
تصرّ الإدارة الأميركية على أن دعمها للتحالف ليس بمثابة «شيك على بياض»، لكن حتى الآن، فإنّ كل ما تقدمه هو بضع كلمات صارمة كرد على قائمة هجمات لقوات التحالف، تتسع يوماً تلو الآخر. وإذا رفض السعوديون وقف المذابح واستئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية سياسية، فعلى أوباما إنهاء المساندة العسكرية، وإلا فإن أميركا ستصبح متورطة في جرائم حرب وستنجرّ أكثر في الصراع.
(...) صرّح مسؤول أميركي، في حديث خاص، بأنه ما من دليل على أن السعودية تستهدف المدنيين عمداً، وأن التفسير المرجح هو أن المعلومات الاستخبارية ضعيفة، لكن، حتى لو كان كل ذلك صحيحاً، فإنّه لا يبرر استهداف المدنيين، بل على العكس فإنّ هذه العوامل تؤكد ضرورة وقف الضربات الجوية على الفور.
(...) إنّ أوباما دعم السعودية في حربها على اليمن، وباع السعوديين أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، بما في ذلك دبابات وأسلحة بقيمة 1.15 مليار دولار من أجل تخفيف حدّة الغضب السعودي على الاتفاق النووي مع إيران. وبالرغم من تخوّف بعض المسؤولين الأميركيين من تورط الولايات المتحدة في جرائم حرب، فقد جرت الصفقة.
(من نيويورك تايمز الأميركية)


«تورك ستريم»: أداة بيد أنقرة وموسكو في حوارهما مع الغرب

بعد عامين على وضع خطة لبناء خط أنابيب نقل الغاز «تورك ستريم» من روسيا إلى أوروبا (ويمرّ عبر تركيا)، أصبح للمشروع اليوم أساس قانوني. ويقول الخبراء إن خط الأنابيب «تورك ستريم» ليس مجرد مشروع ثنائي بين البلدين، بل أداة جديدة لموسكو وأنقرة في حوارهما مع الغرب.
كذلك، يؤكد الاتفاق الذي وقعته الدولتين بحضور الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، أول من أمس، أن أوكرانيا سوف تخسر سنوياً 15 مليار متر مكعب على الأقل من عبور الغاز الروسي، الذي سيصل الآن إلى تركيا مباشرةً.
(من كوميرسانت الروسية)


لمواجهة لغة «المحافظين» السياسية

إنّ للغة السياسية أهمية كبرى، ويعي «حزب المحافظين» ذلك. ولهذا السبب، فإنهم يكررون أفكارهم، عبر عبارات مثل «نحن نقوم بتنظيف الفوضى التي تسبب بها حزب العمال» و«نعيد ترتيب سياسة البلاد» و«لدينا خطة اقتصادية طويلة الأمد». يسخر المعارضون من هذه الطريقة، لكنها تنجح في دفع الناخبين إلى تكرار تلك العبارات الهجومية.
هذا الأسلوب ناجح، إذ يتفوق «حزب المحافظين» في تعريف نفسه وكذلك خصومه، فيحاصر المعارضة ضمن إطار معيّن. على سبيل المثال، يكررون أنه «لا يمكن أن نثق بحزب العمال لإدارة الوضع المالي للبلاد»، وفي كل مرة يحاول «حزب العمال» التوصل إلى سياسة معينة، ولو كانت ناجحة وشعبية، يستخدم «المحافظون» هذه الفكرة كذخيرة فيطلقون النار على الطائرة قبل أن تبدأ رحلتها.
لذلك، من الضروري أن يقدّم «حزب العمال» تعريفاً واضحاً لعملية «البريكست» راهناً، وخاصة أنّ المعارضين لنهج «المحافظين» (وبينهم العماليون طبعاً) يطلقون على عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اسم «بريكست الصعبة»، وهذا خطأ. يمكن فهم العبارة ببساطة على أنها طمأنة لكل من صوّت لمصلحة «البريكست»، بدل أن تشير إلى أنّ صفقة المحافظين المتعلقة بـ«بريكست» ستقضي على مستواهم المعيشي.
(...) اليوم سمعة «حزب المحافظين» هي كالتالي: الناخبون لا يحبونهم بشكل عام وينظرون إليهم كمدافعين عن مصالح الأغنياء، ولكنهم يثقون بقدرتهم على اتخاذ قرارات اقتصادية ضخمة. لذلك، على المعارضين لـ«حزب المحافظين» استخدام مصطلح «بريكست الفوضوية» بدل «بريكست الصعبة»، والبديل قد يكون «بريكست في مصلحة بريطانيا» أو «بريكست المنظمة». (...) ولعلّ تكرار «حزب العمال» لهذه الفكرة سيؤطّر النقاش، ويضع «المحافظين» في موقف دفاعي، وسيبعد الناخبين عن فكرة أن «المحافظين» لديهم الكفاءة والصدقية الاقتصادية.
(من أوين جونز في ذا غارديان البريطانية)