عادت التحركات الدبلوماسية باتجاه إحياء الحل السياسي للأزمة اليمنية إلى الواجهة مجدداً، في وقت لا تزال فيه المعارك مشتعلة في أكثر من جبهة. وفيما لم تظهر أي نتيجة ملموسة بعد لتلك التحركات، أعطى لقاء المبعوث الدولي اسماعيل ولد شيخ بوفد صنعاء في العاصمة العُمانية مسقط، إشارات إلى إمكان التقدم في المسار السياسي وإلى إرساء هدنة لم يحدد موعدها.وبحسب مصدر مقرب من وفد صنعاء، فإن ولد الشيخ لمح خلال لقائه بالوفد الذي يمثل حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، إلى أن الحل سيكون شاملاً وسيتضمن مؤسسة الرئاسة والحكومة، مقترحاً هدنة لمدة 72 ساعة وتفعيلاً لوقف إطلاق النار. وفي حديثه إلى بعض وسائل الإعلام، أكد ولد الشيخ أن هناك اتفاقاً على الهدنة، واعداً بأنه سيتم الإعلان عن ذلك في وقت لاحق.
فشل هجوم على مواقع الجيش و«اللجان» في أطراف الوازعية

وكان ولد الشيخ الذي وصل إلى مسقط أول من أمس، قد عقد لقاءين بوفد صنعاء، جرى خلال اللقاء الأول مناقشة عدد من القضايا؛ أبرزها سبل إحياء مسار المشاورات والمعوقات الواقفة في طريق ذلك، كما جرى التطرق إلى استمرار التصعيد العسكري والحصار من قبل التحالف السعودي، وتأثير ذلك على عملية إحياء المشاورات وعلى الوضع الإنساني بشكل أساسي.
من جهته، أكد وفد صنعاء أن استمرار الغارات الجوية بهذه الوتيرة على مختلف مناطق اليمن وارتكاب «التحالف» المجازر بحق المواطنين، علاوة على استمرار الهجمات والتحشيد العسكري من قبل القوات الموالية له، ومحاولة نقل البنك المركزي، تعد أبرز العراقيل أمام الحل السياسي.
ومثلما نقل الوفد احتجاجه لولد الشيخ على استمرار العدوان في ارتكاب المجازر في أكثر من قرية ومدينة، جدد أيضاً إدانته لاستمرار الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي وما لذلك من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني وعلى العالقين اليمنيين في الخارج وخصوصاً المرضى، منتقداً الصمت الدولي إزاء جرائم العدوان.
وفيما يشبه الرد على بيان مجلس الأمن الأخير الذي أدان استهداف قوات الجيش و«اللجان الشعبية» سفينة «سويفت» العسكرية الإماراتية، معتبراً ذلك تهديداً للملاحة الدولية، شدد وفد صنعاء خلال اللقاء، بحسب مصادر، على أن التهديد الحقيقي للملاحة الدولية يتمثل في البوارج الحربية التابعة لدول العدوان والمنتشرة في منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وهي البوارج نفسها التي تقصف المدن اليمنية وتنتهك السيادة الوطنية، مذكراً بأن «القاعدة» و«داعش» يسيطران على مناطق واسعة في المحافظات الجنوبية والشرقية.
وكان وفد «أنصار الله» في مسقط قد التقى بالسفير الصيني وذلك قبيل انعقاد الجلسة مع ولد الشيخ، وفي تصريح عبر موقع «فايسبوك»، قال عبد السلام «التقينا بالسفير الصيني لدى اليمن لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية»، مؤكداً أن السفير الصيني أكد موقف بلاده الداعي إلى السلام ودعم المشاورات السياسية.
وفي الوقت الذي كشف فيه عبد السلام عن أن السفير «قدم بعض المقترحات التي تؤسس لوقف العدوان وفك الحصار وتفعيل عملية السلام»، فإنه أكد أن الوفد عرض موجزاً للسفير الصيني عن الجرائم التي يرتكبها العدوان وخلاصة الوضع الإنساني والاقتصادي ومسار المشاورات، وفق اتفاق شامل يتضمن مختلف الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية. وفي سياق متصل، وبرغم الحظر الجوي على اليمن، وصل القائم بأعمال السفير الروسي المعين حديثاً لدى اليمن إلى صنعاء على متن طائرة روسية مساء أمس.
على المستوى الميداني، صدت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» عدداً من الهجمات؛ كان أبرزَها هجوم نفذته مجموعات مسلحة موالية لـ«التحالف» على مناطق شرقي صرواح، أسفرت عن قتلى بالعشرات في صفوفهم. وقال مصدر ميداني في حديثٍ إلى «الأخبار» إن عدد القتلى في صفوف المسلحين وصل إلى مئة؛ بينهم قيادات ميدانية. وبحسب المصدر، فشلت الهجمات في السيطرة على منطقة المطار والمخدرة، وأمس شنوا مجدداً هجمات عدة على المناطق نفسها، بإسناد الطيران، لكن المحاولات فشلت.
وفي تعز، فشل هجوم على مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» في أطراف الوازعية. وتكرر الأمر نفسه في كرش في محافظة لحج. إلى ذلك، سيطر الجيش و«اللجان الشعبية» مساء أمس، على قرية كهبوب في لحج، بعد طرد المسلحين منها ومن بعض المناطق المحيطة.