استهدف سلاح الجو السعودي تجمعات لجنوده الموجودين أعلى جبل ملحمة جنوب شرق جيزان، ليفتح باب التساؤلات عن الوضع الداخلي للمؤسسة العسكرية السعودية وطبيعة أدائها بعد ثمانية عشر شهرا من بدء الحرب. لم تكن المرة الأولى التي تُغير فيه الطائرات السعودية على تجمعات جنود حرس الحدود السعودي أثناء وجودهم على مواقع عسكرية في حدود المملكة الجنوبية، لكنها تُعدّ إحدى أعنف الغارات التي خلفت عدداً من القتلى تجاوز عددهم العشرة جنود وجرحى وبلغ عددهم زهاء الخمسة عشر، ممن كانوا على مواقع عسكرية أعلى جبل ملحمة الواقع على أحد خطوط النار بين الجانبين.
وتوقعت مصادر ميدانية في جيزان أن تكون الغارة قد جاءت إثر محاولات جنود سعوديين الهروب من مواقعهم، مؤكدةً رصدها عشرات الحالات التي انسحب فيها الجنود السعوديين قبل وصول القوات اليمنية إليهم. ويتجنب الطيران في العادة الإغارة على خطوط النار حيث تكون القوات اليمنية على بُعد مسافة قريبة من مواقع جنود سعوديين تجنّباً لإصابتهم، مضيفاً أن للأمر علاقة بقناعة الجندي السعودي بعبثية الحرب ولا جدوى الاستمرار فيها.
وتؤكد التسجيلات المرئية التي وثقت أحاديث بعض من الأسرى السعوديين لدى القوات اليمنية ونُشرت في وقت سابق انعدام الثقة بين الجندي السعودي والنظام الحاكم، كما أنها كشفت عن تجنيد النظام السعودي المئات من الشباب السعوديين من معتنقي الفكر الوهابي خارج إطار المؤسسة العسكرية للعمل تحت مسمى «الجهاد» وقتال من تسميهم «الكفار الروافض».
و كانت المقاتلات السعودية قد استهدفت مرات عدة تجمعات جنود سعوديين ومواقعهم، لعل أبرزها المشهد الذي التقطته عدسة «الإعلام الحربي» قبل شهر عندما أغارت طائرة سعودية على سيارة تقل ثمانية جنود سعوديين أثناء انسحابهم من مواقع «قلل الشيباني» قبالة ظهران عسير. وقبل أشهر، استهدفت طائرة سعودية دبابة على متنها أربعة جنود سعوديين أثناء محاصرتها من قبل المقاتلين اليمنيين في منطقة الجابري في جيزان.
بالتزامن تواصل المدفعية اليمنية استهداف مواقع الجيش السعودي حيث قتل أربعة جنود سعوديين في قصف مدفعي استهدف موقع العبادية في الخوبة، كما وقع استهداف مماثل على تجمعات لجنود سعوديين في موقع البحطيط، وخلف موقع المنتزه وفي موقع الجولة في المدينة نفسها وموقعي القرن ومواقع في الدخان.
كما شهد موقع الكِرس والمعنق في الخوبة تدمير آليتين ومقتل من على متنهما، إضافة إلى مقتل جنود سعوديين إثر استهداف رتل عسكري سعودي في معسكر أبو المض، وقد شوهدت الأدخنة تتصاعد من الموقع ما يُرجح إصابة مخزن أسلحة في المعسكر نفسه.
واستهدفت القوة الصاروخية اليمنية بصواريخ الكاتيوشا مواقع للجيش السعودي شرقي الموسم في محافظة الطوال غربي جيزان. وفي وقت لاحق، أعلنت القوات اليمنية مقتل جنديين سعوديين في عمليتي قنص، إحداهما في نجران والأخرى في موقع سهوة في عسير.