دعا عباس بريطانيا إلى الاعتراف بفلسطين وحمّلها مسؤولية النكبة
نتنياهو استغل الخطاب لينتقد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واتهمه بأنه لا يزال «غارقاً في الماضي»، ورأى أن الفلسطينيين «يرفضون الاعتراف بحقوقنا»، ممهداً بذلك لتأكيد أن «النزاع ليس حول المستوطنات، ومطلقاً لم يكن كذلك». واستدل على موقفه بالقول: «النزاع بدأ قبل عشرات السنوات من إقامة مستوطنة واحدة... وعندما أخلت إسرائيل المستوطنات من قطاع غزة لم نحصل على السلام، وإنما على آلاف الصواريخ».
على ضوء هذا العرض، خلص نتنياهو إلى أن «المستوطنات الحقيقية بالنسبة إلى الفلسطينيين هي حيفا ويافا وتل أبيب»، لكنه أضاف أن «مشكلة المستوطنات ينبغي حلها في المفاوضات، ولكن هذا النزاع دائماً هو إزاء أصل وجود الدولة اليهودية وحدودها»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لن يجري مفاوضات «على حقنا بدولة يهودية واحدة وموحدة». واتهم السلطة بمواصلة سياسة التحريض عبر «دعمها عائلات الذين ينفذون العمليات».
وفي محاولة للالتفاف على الاتهامات التي توجهها رام الله إلى حكومته وكونها تضع العراقيل أمام التسوية، بادر نتنياهو كي يقدم عرضاً من على منصة الأمم المتحدة لعباس، عبر دعوة الأخير إلى إلقاء كلمة في الكنيست، كما أعرب عن استعداده لزيارة رام الله.
وفي ما يتعلق بمبادرات التسوية، أكد نتنياهو أن إسرائيل «لن تقبل أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إملاءات عليها»، محدداً أن «الطريق إلى السلام تمر عبر القدس ورام الله، وليس عبر نيويورك». ورأى أن «المزيد من الدول في آسيا وأميركا اللاتينية ترى في إسرائيل شريكاً قوياً في مكافحة الإرهاب، وشريكاً في تطوير التكنولوجيا»، لافتاً إلى وجود علاقات دبلوماسية مع أكثر من 160 دولة تتحول لتصير أكثر اتساعاً من أي وقت مضى. وتابع أن دولاً في العالم تقدر قدرات إسرائيل الأمنية وتطورها في عدة مجالات؛ بما فيها الزراعة والصحة والمياه.
في نهاية خطابه، انتقل نتنياهو للحديث عن إيران، واصفاً إياها بأنها «التهديد الأكبر على السلام وليس فقط على إسرائيل، وإنما أيضاً على الشرق الأوسط والعالم كله». كما رأى أن «التهديد الذي تمثله إيران لنا جميعاً، لم يصبح خلفنا»، في إشارة إلى ما بعد الاتفاق النووي، وإنما «أمامنا»، مشيراً أيضا إلى حزب الله وقضية منع نقل أسلحة إليه.
وسبق كلمة نتنياهو، لقاؤه مع أوباما، الذي كان على مستوى الشكل مغلفاً بالابتسامات والمصافحات. ومع ذلك، فإن الانطباع الذي غلب على تقييم اللقاء في إسرائيل، أنه كان لقاء بارداً. في المقابل، كان لأوباما هدفه الانتخابي من هذا اللقاء الذي يمكن توظيفه في الداخل الأميركي لمصلحة مرشحة الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون. ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «نزع أوباما القفازات. ورسائله كانت موجهة إلى فلوريدا... يدرك أوباما أن المزيد من اليهود والإسرائيليين في ضواحي ميامي يميلون إلى ترامب. وفي حزبه الديموقراطي يتذكرون جيداً كيف أعطت فلوريدا الرئاسة لجورج بوش في سنة 2000 ولا يريدون رؤية هذا يتكرر؛ في فلوريدا سيحبّون مشاهدة أوباما وهو يعانق نتنياهو».
مقابل الثناء والشكر الذي أدلى به نتنياهو، حرص أوباما على أن يظهر الخلافات بينهما، مشيراً إلى أن هناك «شيئاً واحداً أستطيع أن أقوله عن رئيس الوزراء نتنياهو، وهو أنه كان دائماً صريحاً معنا، وفريقه تعاون معنا بصورة فعالة... نحن نقدر ذلك للغاية». وبينما تجاهل نتنياهو الحديث في «قضايا تحظى باهتمام الطرفين»، تناول أوباما القضية الفلسطينية، وطلب من جليسه أن يدلي برؤيته لمستقبل إسرائيل في السنوات المقبلة... «ما هي الفرص، وما هي التحديات من أجل الحفاظ على إسرائيل المستقرة والآمنة؟».
إلى ذلك، دعا عباس بريطانيا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية «إقراراً بالكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة وعد بلفور قبل مئة عام»، مضيفاً أن «وعد بلفور المشؤوم أعطى بموجبه البريطانيون من دون وجه حق أرض فلسطين لغير شعبها، مؤسسين بذلك لنكبة الشعب الفلسطيني».