ازدادت في اليومين الماضيين وتيرة العمليات الفدائية في القدس والضفة المحتلتين. تصاعد عدد العمليات كان متوقعاً مع اقتراب الأعياد اليهودية مطلع الشهر المقبل. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نُفّذ أكثر من ثلاث عمليات طعن في القدس والخليل، ما دفع رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، إلى زيادة عدد عناصر الجيش والشرطة في المدينتين.
نتنياهو يعزّز عديد القوات خوفاً من عمليات خلال الأعياد اليهودية
ويوم أمس، استُشهد شابان فلسطينيان هما مهند جميل الرجبي (٢١ عاماً) وأمير جمال الرجبي (١٧ عاماً) بعدما حاولا تنفيذ عملية طعن في منطقة الخليل.
في المقابل، ادّعت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أن الشهيدين حاولا تنفيذ عملية طعن ضد أفراد من شرطة حرس الحدود الإسرائيلية. وفي وقت سابق، أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار على شاب فلسطيني، في القدس، بزعم «تنفيذه عملية طعن»، وأصابته بـ«جروح خطيرة»، وفق الإذاعة العبرية العامة.
وقال بيان شرطة العدو إن شاباً «نفذ عملية طعن في منطقة باب الزاهرة في القدس، ما أدى إلى إصابة شرطيين اثنين بجروح طفيفة»، وأوضحت الإذاعة (حكومية) أن «الشاب الفلسطيني، منفذ عملية الطعن في القدس، أصيب بجروح خطيرة بنيران قوات الأمن، بعدما جَرح شرطية وشرطياً طعناً بالسكين قرب باب الزاهرة».
جراء ذلك، قررت شرطة العدو إغلاق طريق سلطان سليمان في القدس (موقع العملية)، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية الفلسطينية في الشارع حتى إشعار آخر. وتوقعت مصادر إعلامية إسرائيلية أن يستمر قرار الإغلاق حتى انتهاء الأعياد اليهودية.
ووفق المصادر نفسها، قالت شرطة العدو إنها تعجز عن تجنيد 1200 شرطي لأداء الخدمة في المدينة المحتلة، بسبب الأزمة التي تعاني منها بلدية الاحتلال في القدس، مشيرة إلى أنها جندت فقط 200 شرطي، وموضحة أن الإسرائيليين يرفضون أداء الخدمة الشرطية في القدس بالذات، خشية عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الفلسطينيون.
في غضون ذلك، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الإجراءات الأمنية المزمع تنفيذها، والتي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية، في القدس والخليل، بأنها «عنصرية وتشكل أوسع عملية تحريض ضد الفلسطينيين». وقالت الخارجية، في بيان صحافي، إن «إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سلسلة من الإجراءات العنصرية في القدس والخليل، يعتبر صبّاً للزيت على النار، ويشكل أوسع عملية تحريض ضد الفلسطينيين».
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن، أول من أمس، أن الأخير «أوعز (خلال جلسة مع قيادات أمنية) بتعزير قوام قوات الشرطة في الخليل والقدس، خاصة في البلدة القديمة، وبالعمل بحزم ضد أي محاولة للإخلال بالنظام فيهما، في جلسة تقدير موقف لمناسبة اقتراب موسم الأعياد اليهودية».
إلى ذلك، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مقر إقامته في نيويورك أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للبحث في قضايا متصلة بالمنطقة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
(الأخبار، الأناضول)