صرّح السفير الأميركي الأسبق في العراق وأفغانستان زلماي خليل زاده، بأن أحد المسؤولين السعوديين الكبار أسرّ له بأن بلاده تدعم التطرّف حول العالم، لافتاً في الوقت ذاته إلى نظرة سعودية أكثر إيجابية اتجاه إسرائيل. وفي مقال في مجلة "بوليتيكو" قال خليل زاده، الذي زار السعودية أخيراً، إنه التقى العديد من المسؤولين السعوديين، من بينهم الملك سلمان وولي العهد محمد بن نايف وأيضاً ولي ولي العهد محمد بن سلمان. وأشار إلى أن أحد المسؤولين أوضح له أن "دعم بلاده للتطرف الإسلامي بدأ في أوائل الستينيات من القرن الماضي، من أجل مواجهة الناصرية في مصر، التي مثّلت تهديداً للسعودية، وأدت إلى حرب بين البلدين على طول الحدود مع اليمن". وأوضح خليل زاده أن "التكتيك (الذي استخدمه السعوديون) ساعدهم على احتواء الناصرية بنجاح، وهو ما دفع إلى خلاصة مفادها أن الإسلاموية قد تكون أداة مفيدة يمكن استخدامها على نحو أوسع".
إسرائيل والسعودية تتشاركان تصوّراً مشابهاً للتهديد من إيران و"داعش"
من هنا، أشار خليل زاده إلى أن "القيادة السعودية أوضحت أيضاً أن دعمها للتطرف كان أسلوباً لمقاومة الاتحاد السوفياتي ــ غالباً بالتعاون مع الولايات المتحدة ــ في أماكن مثل أفغانستان عام 1980". وأضاف أن هذا الأسلوب ثبت نجاحه، لذا "استُخدم لاحقاً ضد الحركات الشيعية المدعومة من إيران، في إطار التنافس الجيوبوليتيكي بين البلدين".
ولكن مع مرور الوقت، رأى السعوديون أن "دعمهم للتطرف انقلب ضدهم، وتجسّد في تهديد حقيقي للمملكة والغرب"، على حدّ تعبير السفير الأميركي، الذي أضاف: "لقد خلقوا وحشاً بدأ بالتهامهم". ونقل عن المسؤول السعودي قوله: "لم نعترف بالأمر بعد أحداث 11 أيلول، لخوفنا من التخلّي عنّا أو معاملتنا كعدو... كنّا في حالة إنكار".
ولكن وفق التفكير السعودي الحالي، يُنظر إلى "التطرف الإسلامي على أنه واحد من أكبر تهديدين للمملكة، فيما تمثّل إيران التهديد الثاني". وفي هذا السياق، أشار خليل زاده نقلاً عن المسؤولين السعوديين قولهم إن "هناك استمرارية (بالنظر إلى إيران)، فالقيادة الحالية مثل سابقاتها تلومها على عدم الاستقرار في المنطقة، وعلى النزاعات العديدة".
وذهب خليل زاده إلى أبعد من ذلك، لافتاً إلى أن "القيادة السعودية لديها رؤية إيجابية اتجاه إسرائيل". وقال إن "إسرائيل والسعودية تتشاركان تصوّراً متشابهاً للتهديد من إيران وداعش"، مشيراً الى أن "العداء القديم ليس بالضرورة أن يحول دون تعاون أكبر بين الدولتين".
وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن "السعوديين قالوا، بطريقة غير مباشرة، إنهم لا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدو، وإن المملكة لا تضع خطط طوارئ مباشرة ضد إسرائيل". ولفت إلى أنهم أكدوا الحاجة للتقدم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولكنه أضاف أن "النبرة في ما يتعلق بهذا الموضوع لم تكن عاطفية كما في السابق". وقال إن "الأولوية الواضحة (بالنسبة للسعودية) هي هزم داعش، وتحقيق التوازن مع إيران من موقع قوة".
(الأخبار)