صارت وحدة «حرس الحدود» الإسرائيلية أخيراً الوحدة القتالية الأكثر طلباً في صفوف المجندين الجدد لجيش العدو الإسرائيلي. ووفقاً لمعطيات نقلتها صحيفة «هآرتس»، يوم أمس، عن الجيش والشرطة الإسرائيليين، ظهر أن الوحدة المعروفة بكونها أكثر الوحدات قمعاً للفلسطينيين، قد تجاوز طلب الالتحاق بها وحدات قتالية نخبوية مثل لواءي «جولاني» و«غفعاتي» ووحدة المظليين. طبقا للصحيفة، يخصص جيش العدو سنوياً آلاف المقاتلين من المجندين الجدد في صفوفه لوحدة «حرس الحدود»، لكن في السابق وجدت عراقيل للالتحاق بالحرس، بعدما اتهم أحد قادة ألوية الجيش، في منتصف التسعينيات، بأنه يمد عمداً الحرس بمجندين جدد ليسوا ذوي خبرة، حتى يترك الجيش وحيداً في المواجهات المسلحة والحروبات.
منذ ذلك الحين، تغير الاتجاه وبدأ يظهر ارتفاع في صفوف المنتسبين إلى الوحدة حتى بلغ ذروته هذا العام. والسبب الرئيسي، كما قالت مصادر في الشرطة والجيش، يعود إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في تشرين الأول الماضي، حينما حظي حرس الحدود بتغطية إعلامية مركزة لنشاطه في «خدمة المصلحة العامة الإسرائيلية».
أمّا الأسباب الأخرى، فتتعلق بالظروف اللوجستية التي يحظى بها «الحرس» في قواعدهم العسكرية الثابتة، التي تعدّ أكثر راحة مقارنة بظروف المعسكرات الخاصة بالألوية البرية من المشاة والمظليين، كما أن عدداً كبيراً من المجندين في الوحدة يسعون إلى الانضمام إلى وحدات النخبة التابعة للحرس، مثل وحدة «المستعربين»، التي يشترط الفرز فيها خضوع المجند لتدريبات خاصة.
واللافت في المعطيات المنشورة حديثاً أن عدد المتنافسين على مكان شاغر في حرس الحدود بلغ 7 إلى 8 مجندين، فيما يتنافس 5 – 6 مجندين على مكان واحد في لواء «غولاني»، وخمسة مجندين يتنافسون على مكان واحد في وحدة المظليين. في المقابل، يتنافس ثلاثة مجندين بالمعدل على مكان واحد في وحدات المشاة القتالية «غفعاتي»، و«ناحال» ولواء «كفير».
وفي عامة الوحدات الميدانية ــ الدروع والمدفعية والهندسة، الدافع الأولي للخدمة ضعيف، لذلك يضطر الجيش إلى إرسال المجندين الجدد الذين التحقوا بهذه الألوية على أساس خيار ثانوي من بين خيارات كثيرة، ولم يكونوا قد قبلوا في المشاة.
عاموس يعكوف، وهو القائد السابق لحرس الحدود ويشغل حالياً قائد منطقة الساحل في الشرطة الإسرائيلية، قال لـ«هآرتس» إن «الزيادة في الطلب مرتبطة بالتغييرات التي أدرجت على الوحدة (حرس الحدود)، وعلى رأسها التدريب والرعاية المقدمة للمقاتلين». وأضاف أنه في عام 2012 بعد توليه قيادة الحرس كان عدد المتنافسين على مكان واحد في الوحدة بين 1 ــ 2 مجندين.
برغم النتائج، التي أظهرت أخيراً تزايد الطلب للالتحاق بالوحدة، لم يفاجَأ يعكوف، بل رأى أن العدد الحالي مرشح للازدياد في السنوات المقلبة، وخصوصاً أن الوحدة باتت اليوم أكثر «أخلاقية ومهنية». وتابع: «لدينا اليوم مشروع يقظة المحاربين، الرامي إلى تجنيد أكبر عدد من الشباب في كل المناطق الإسرائيلية... نختار ضباطا من حرس الحدود ونرسلهم إلى المدارس التي تعلموا فيها ليشرحوا للتلاميذ عن أنشطة الوحدة في محاولة لتجنيديهم».
وبرغم تقديرات الجيش والشرطة بأن الانتفاضة الشبابية هي السبب في زيادة الطلب للالتحاق بالوحدة، يرى يعكوف أن ذلك غير صحيح، لأن مشاركة الوحدة في الانتفاضتين الأولى والثانية لم تحدث زيادة في الطلب، بل كان العكس. وهو يرجع ذلك إلى التحسينات التي أدخلت على التدريبات، بعدما «عرفت أماكن القوة والضعف وعولجت، لهذا لا يقبل اليوم إلا من استوفى شروط القبول من الجنود المدربين».
في هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن ضابط رفيع في «الحرس» قوله إن «الوحدات الخاصة لدينا تعمل بمهنية عالية، وكثير من الشباب النخبويين يرغبون في الالتحاق بنا»، مضيفاً أن «وحدة المستعربين الخاصة بنا تجذب الجيل الشاب، كما أن هناك من يرغب في الخدمة في الشرطة وقوات مكافحة الشغب والكتائب البرية التي نوفرها».