بعد أكثر من أسبوعين على اعتقاله بتهمة «المسّ بالذات الإلهية»، تشهد حالة الكاتب الأردني ناهض حتّر، الذي يعاني مشاكل صحية مزمنة، تدهوراً كبيراً، في وقتٍ ازدادت فيه التساؤلات عن استمرار اعتقاله بعد انقضاء فترة توقيفه على ذمة التحقيق. وفي ظلّ حملة التحريض التي يشنها تنظيم «الإخوان المسلمين» وشخصيات سلفية في الأردن ضد الكاتب، وضعت مصادر في حديثٍ لـ«الأخبار» إبقاء حتر في السجن في إطار صفقة محتملة بين الحكومة الأردنية و«الإخوان».
صفقة محتملة بين الحكومة و«الإخوان» لإبقاء حتر في السجن
ونُقل الكاتب قبل أيام من سجن ماركا إلى مستشفى البشير شرقي عمّان لإجراء الفحوص الطبية اللازمة، بعدما قرّر أطباء ضرورة إدخاله المستشفى لتلقي العلاج تحت الإشراف الطبيّ المباشر، بعد تدهور حالته الصحية.
إلا أن حتر رفض البقاء في المستشفى مطالباً بعودته إلى السجن بعدما قامت السلطات بتقييده إلى سرير المستشفى ووضعت إلى جانبه لوحة تصفه بأنه «مجرم خطير جداً»، بحسب بيان صادر عن «الهيئة الشعبيَّة للتضامن مع الكاتب ناهض حتَّر والدفاع عنه» ذكّر بأن الكاتب موقوف على ذمة «جنحة» تتعلق بقانون النشر الالكترونيّ، «وليس قاتلاً أو إرهابياً مجرماً حتى يقام بحقه هذا الإجراء التعسفي».
وكانت السلطات الأردنية قد أقدمت في الثاني عشر من آب الماضي على توقيف حتر، بعدما أعاد نشر كاريكاتور على صفحته الشخصية عبر موقع «فايسبوك» عدّه البعض «مسيئاً للذات الإلهية» قبل أن يوضح حتر أن الهدف من الرسم الذي يُظهر تكفيرياً في الجنّة التي يتخيلها، أنه «يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للجنة وللرب».
ومنذ أسبوعين، يقبع حتر في سجن ماركا حيث كان من المفترض أن يبقى على ذمة التحقيق لمدة 15 يوماً، إلا أنه لا يزال حتى اليوم موقوفاً من دون إيضاح السبب.
وعبرت «الهيئة الشعبية» عن قلقها الشديد على صحة حتر، معتبرةً هذه الممارسات ضده تحريضا سافر عليه وتمثل تهديداً مباشراً لحياته، وتشي بوجود نيّة مبيَّتة تجاهه قد تؤدي إلى عواقب خطيرة عليه.
وقد قرَّرت «الهيئة» تشكيل لجنة طبية تكون مهمتها متابعة الحالة الصحية لناهض حتر وإطلاع الرأي العامّ على تطوراتها مع تحميل الحكومة ممثّلة برئيسها ووزير داخليتها التبعات السياسيّة والقانونيّة لأيّ أذى قد يلحق بناهض حتر خلال فترة اعتقاله.
وبحسب تقرير طبي صدر أول من أمس، يعاني حتر (56 عاماً) مشاكل صحية عدة تعود إلى عام 1998 حين تعرض لاعتداء على خلفية آرائه السياسية نجمت عنه مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي، إضافةً إلى معاناته من قصور في وظائف الكلى قد يتحوّل بفعل أي اختلال في توازن السوائل في جسمه إلى فشل كلوي يهدد حياته.
وأكد التقرير أن هذه المشاكل تستلزم متابعة طبية وعائلية مستمرة، ولا سيما أن الظروف في داخل السجن لا تسمح بتحقيق شروط الرعاية الصحية الضرورية.
(الأخبار)