أعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها من تفضيل الولايات المتحدة صادراتها من الصناعات العسكرية على حساب الصناعات الإسرائيلية، بما ينعكس سلبيا على الأخيرة من جهة، ويضر بتفوقها العسكري النوعي في المنطقة من جهة أخرى.ونشر موقع «ديفينس نيوز» الأميركي أن البيت الأبيض بدأ مؤخرا تطبيق سياسة متشددة في ما يتعلق باستخدام الطائرات المسيّرة لغايات عسكرية، من ضمنها «استهداف أهداف إرهابية مختلفة». وتسعى واشنطن، في هذا السياق، إلى إلزام حلفائها المعايير التي ستقررها، بما في ذلك التشدد في الإجراءات التي تحول دون تضرر المدنيين في الأعمال العسكرية، سواء خلال استخدام الطائرات بلا طيار مباشرة، أو في ما يتعلق بهوية الجهات التي تباع طائرات من هذا النوع إليها.
ونقل الموقع عن منتقدين للرئيس الأميركي، باراك أوباما، قولهم إنه يسعى إلى بلورة إرث جديد قبل خروجه من البيت الأبيض، وخصوصاً أنه لم يتمكن من الوفاء بوعوده الانتخابية بعدما زاد عدد الجبهات المشتعلة منذ تسلمه الرئاسة، من اثنتين (العراق وأفغانستان) إلى أربع (مع ليبيا وسوريا).
التعديل سيسبب «ضرراً جدياً» للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية

ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هذه السياسة الجديدة من شأنها أن تسبب «ضرراً جدياً» للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تمثل تلك الطائرات «العمود الفقري لأنشطتها المضادة للإرهاب». وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة «معاريف»، إن المبادرة الأميركية تثير الشكوك من الناحية السياسية ولا يمكن تطبيقها، فضلا عن أن من شأنها أن تتسبب في الشلل لقطاع كامل في الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
في السياق، أعرب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، عن قلقه من احتمال تطبيق المعايير الأميركية على «الحلفاء». ونقلت عنه «معاريف» قوله، إن «القدرات التي توفرها المسيّرات حيوية في الحرب ضد الإرهاب... من وجهة النظر المهنية، يجب أن ندرك أنه لا بديل عنها».
ووفق الموقع الأميركي، فإن السياسة الجديدة تسعى إلى تعميم سريانها على دول أخرى تنتج الطائرات بلا طيار. لكن عميدرور حذر من أن عدم مشاركة الصين وروسيا وإيران بفعالية في هذه السياسة، سيجعل فائدتها ثانوية. كذلك رأى خبراء إسرائيليون آخرون أن منظومات الهجوم الجوي ستبقى تصل إلى حزب الله ومجموعات «إرهابية» أخرى في هذه الحالة. وأشار هؤلاء إلى أنه من دون التزام الصين وروسيا المعايير الأميركية، فإن دول منتجة أساسية في المنطقة، وخصوصا إسرائيل ودولا غربية أخرى، ستضطر إلى التنازل عن أسواق تعمل فيها، لأن هذه الأسواق سوف تتوجه إلى من يزودها بمنظومات «لا تخضع لشروط ولمعايير أخلاقية قد تؤثر في فعالية استخدامها».
أيضا، رأى رئيس «معهد أبحاث الفضاء في إسرائيل»، طال عنبر، أن «القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على نفسها أدت إلى زيادة إنتاج الطائرات المسيرة في الصين». وأضاف: «ما من فراغ في مجال التصنيع العسكري عامة، وفي مجال المسيرات المسلحة خاصة».
لكن «معاريف» ذكرت أن هناك عاملا إضافيا يزيد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا المجال، وهو احتمال أن تتعرقل صفقة تأجير الطائرات بلا طيار بين الجيش الإسرائيلي وألمانيا بسبب تدخل شركة أميركية، وفقا لما نشرته وكالة «رويترز».
وكان من المقرر أن يؤجر الجيش الإسرائيلي طائرات من طراز «هيرميز» لألمانيا ضمن إطار صفقة قيمتها 650 مليون دولار، لكن اعتراضا قدمته شركة أميركية ضد الصفقة أدى إلى عرقلة التوقيع عليها. ووفق «رويترز»، بدأت واشنطن ممارسة ضغوط على برلين كي تفضل شركة «جنرال أتوميكس» على الجيش الإسرائيلي، برغم رفض المحكمة الألمانية التماسا تقدمت به الشركة الأميركية ضد الصفقة مع إسرائيل.