الحسكة | يواصل تنظيم «داعش» هجماته العنيفة على مواقع الجيش السوري في محيط مدينة الحسكة، لليوم الخامس على التوالي، في محاولة منه لإحداث أي خرق يستطيع خلاله التسلل إلى المدينة. الجيش مدعماً بـ«الدفاع الوطني» و«المغاوير» و«كتائب البعث» والشرطة، صدوا هجوماً، هو الثالث، لـ«داعش» على الطوق الأمني في محيط مدينة الحسكة، في ظل معلومات عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف المسلحين.
التنظيم هاجم أمس مواقع الجيش في منطقة أبيض وقرية الصلاليّة ومحيط المجبل الزفتي وقرية باب الخير، دون تحقيق أي تقدّم، فيما كان قد نجح في هجوم سابق منذ ثلاثة أيام في السيطرة على قرية الداودية ومزرعة الجمّو في الجهة الجنوبية، وقريتي رد شقرا والحمر الغربية في الريف الشرقي للمدينة.
مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إن «داعش يحاول إحراز تقدم وخرق الطوق الآمن في ريف مدينة الحسكة، وقام بتفجير 8 سيارات مفخخة، منذ بداية الهجمات»، لافتاً إلى أن «وحدات الجيش والقوى المؤازرة تصد الهجمات، وكبدت الإرهابيين خسائر فادحة». وأكد أن «الاشتباكات بعيدة عن المدينة لقرابة 10 كلم، ولا صحة أبداً لوصولها إلى أطراف الأحياء الجنوبية والشرقية».
في موازاة ذلك، شنّ سلاح الجو في الجيش غارات عدّة على مواقع التنظيم في الشدادي والعريشة ومخروم والداودية وسودة وعبد والجمو. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أن «اجتماعاً عقد بين الجيش والوحدات الكردية، واتفق الطرفان على أن سقوط الحسكة خط أحمر، وأن التنسيق سيكون حاضراً بقوة في حال اشتداد الخطر على المدينة».
إلى ذلك، واصلت «وحدات حماية الشعب» الكردية، المتقدمة من ريف رأس العين توغّلها في العمق الجغرافي لمحافظة الرقة، مسيطرة على ثماني قرى، داخل الحدود الإدارية للمحافظة، في ناحية سلوك، بالتوازي مع تقدم يحرزه عناصر «الوحدات» و«غرفة بركان الفرات» التابعة لـ«الجيش الحر» في ريف مدينة تل أبيض الغربي، معتمدين على غارات «التحالف».
«الوحدات» المتقدمة من ريف عين العرب، سيطرت أمس على خمس قرى في ريف تل أبيض الغربي، بعد غارات عدة لـ«التحالف» في المنطقة. تقدّم «الوحدات» ترافق مع اتهامات من أطراف عدّة؛ أبرزها «الائتلاف» المعارض، بتنفيذ عمليات تطهير وتهجير للقرى العربية في جبل عبد العزيز وريفي رأس العين وتل أبيض، ردّت عليها قيادة «الوحدات» ببيان، قالت فيه: «لم يعد هناك فرق بين الائتلاف وتنظيم داعش الإرهابي سوى بزيّه الرسمي ووجهه الحليق، وهو شريك أساسي لداعش في ما يتعرض له الشعب السوري بكل مكوناته من مظالم».
وفي دير الزور، حقق الجيش السوري تقدماً في حي الصناعة في المدينة، مسيطراً على عدة كتل من الأبنية فيه، في وقت كثّف فيه سلاحا الجو والمدفعية من غاراتهما على محيط مطار دير الزور والصناعة والحويقة والشيخ ياسين والمطار القديم وحطلة، وإصابة العديد منهم، في وقت نجح فيه الجيش في التصدي لمحاولة تسلل لـ«داعش» إلى نقاط له في قرية الجفرة، وقتل عدد منهم وإصابة آخرين.