مع حلول فجر يوم أمس، دخلت الغوطة الشرقية في شهرها الثاني لغياب قائد تنظيم «جيش الإسلام»، زهران علوش، عنها. مصادر مقربة من التنظيم، رجحت، في حديثٍ مع «الأخبار»، ألا يطول غياب زعيمه أكثر، «فالخطر بات يحدق بغوطتنا شمالاً وجنوباً. وهناك من يحاول أن يشعل بيننا وبين أهلنا في الغوطة المباركة الخلافات، وخصوصاً في سقبا... لذلك، لا مناص من معركة مصيرية تحدِّد وجهة الغوطة وأهلها».
وتستند هذه التقديرات إلى حالة البلبلة الحاصلة في عموم الغوطة الشرقية، من التظاهرات المحلية المندِّدة بـ«جيش الإسلام» وقائده على خلفية الاعتقالات الجارية بحق أبناء البلدات، إلى «التوسع الداعشي» على طول الغوطة وبساتينها الجنوبية، وصولاً إلى عشرات المعارك التي تفرضها استفزازات مقاتلي «النصرة» على «جيش الإسلام»، ولا سيما أن الأول متهمٌ من أوساط الثاني بتأليب التظاهرات ضده. وفي هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، وائل علوان، أن «القيادة في غوطة دمشق الشرقية انتقلت من قائد جيش الإسلام، زهران علوش، إلى قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أبو محمد الفاتح». وشدد علوان على أن «من شروط القيادة الموحدة ألا يخرج القائد من الغوطة الشرقية، ولذلك سيتسلم أبو محمد الفاتح منصب رئيس القيادة الموحدة للغوطة الشرقية» بدلاً من علوش الموجود حالياً في تركيا.
الخلاف بين «النصرة» و«جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية لم يمنع التنظيمين من تنسيق جهودهما شمالاً، ففي ريف حلب الشمالي، تتأهب التنظيمات المسلحة لاستعادة ما خسرته جراء هجوم «داعش». بعض المعارك بدأت بالفعل في مناطق الحصية والكفرة ومارع، وسط دعوة «المجلس الشرعي» إلى الاستنفار «بغية صد هجوم التنظيم وتقدمه في القرى والبلدات الحلبية»، التي لحقها بيان «غرفة عمليات فتح حلب» مؤكداً «عزمنا على بدء صد هذا الهجوم واستعادة القرى التي اعتدى عليها التنظيم... ونطمئن أهلنا في حلب الى أن هذا العمل لن يثنينا عما نحن بصدده من التحضير لمعركة فتح حلب».
بدوره، قال رئيس «هيئة الدفاع» في «مقاطعة عفرين»، التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، عبدو إبراهيم في مؤتمر صحافي، إن «وحدات حماية الشعب والمرأة جاهزة لحماية المدنيين في منطقة إعزاز والدفاع عنهم والتعاون والتنسيق مع فصائل الجيش الحر في المنطقة لصد هجمات مرتزقة داعش بشكل مشترك».
ميدانياً، نجحت وحدات الجيش السوري في تدمير نفقٍ بطول 200 متر يصل بين جامع الزهراء والفرن الآلي في بلدة حرستا (الغوطة الشرقية). وفيما شهدت تحركات «النصرة» و«جيش الإسلام» ومقارهما استهدافاتٍ مكثفة شنتها المدفعية السورية على مواقعهما في مناطق المرج ودوما وتل كردي وزبدين ودير العصافير والزبداني، تواصلت الاشتباكات العنيفة على عددٍ من محاور بلدتي خان الشيح وداريا (الغوطة الغربية).
في موازاة ذلك، نفذ الجيش السوري عمليةٍ نوعية قضى خلالها على أفراد مجموعة مسلحة في منطقة جبل أبو عقبين في الريف الشرقي لمحافظة حمص، واستهدفت مدفعيته مواقع للمسلحين في جبل الكن في الرستن، وكيسين ومزارع الرستن الغربية، فيما خاض اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي «داعش» في الريف الجنوبي الغربي لتدمر. وكان الجيش قد صدَّ هجومٍاً نفذه «داعش» على بعض النقاط العسكرية القريبة من منطقة الفرقلس، وآخر حاول خلاله مسلحو التنظيم التسلل من الحولة إلى قرية مريمين، قبل أن يجبروا على التراجع.