ليست المقابلة الإسرائيلية هذه المرة مع "شخصية مستقلة" من المعارضة السورية، حتى يصار إلى التذرع بأنها تمثل نفسها في ما قالت، بل هي مع إسلام علوش، المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام"، "ثاني أكبر فصيل على ما يبدو في المعارضة السورية، بعد أحرار الشام"، بحسب معدّة المقابلة، الباحثة في الشؤون الشرق أوسطية، إليزابيت تسوركوف.ومن الواضح أن علوش ليس فقط لم يبدِ تحسّساً من إجراء مقابلة صحافية مع باحثة إسرائيلية، بل إنه كان "منفحتاً" في الإجابة حول موقف التنظيم الذي يتحدث باسمه من اتفاقية سلام محتملة بين سوريا وإسرائيل، إذ رأى "أن هذا الموضوع ستحسمه مؤسسات الدولة التي ستقام بعد أن تنتصر الثورة وينتخب الشعب السوري ممثليه بحرية، فنحن لا نصادر قرار السوريين".
"المقابلة الحصرية"، كما عرّفتها مجريتها، وهي "الأولى على الإطلاق باللغة العبرية"، نشرها موقع "منتدى التفكير الإقليمي" الذي يضم مستشرقين وباحثين في الشؤون الشرق أوسطية، هدفهم "تزويد الجمهور الإسرائيلي بمعلومات مجهولة وتحليل استثنائي.... والمساعدة في تكوين صورة مغايرة عن الواقع بحيث تتمكن إسرائيل من الاندماج في الشرق الأوسط بقوة الحكمة وليس بقوة الذراع".
وبدافع الحكمة نفسها على ما يبدو، تتجرد تسوركوف من موقع مجري المقابلة للحظات، لتعقّب على تشاؤم علوش من إمكان أن تفضي مفاوضات جنيف إلى حل، فتفيده بأن "من الممكن أن يصار إلى فرض حل سياسي، مثلاً عن طريق وقف المساعدات الروسية والإيرانية للنظام، لكن حتى الآن لا توجد ضغوط جدية على النظام من جانب المجتمع الدولي تضطره إلى قبول أي حل". وتمضي الباحثة الإسرائيلية في صياغة سؤالها المعلّب قائلة: "إيران، عرّابة الأسد، لن تقبل بأي اتفاق لا يحافظ على تأثيرها وتأثير حزب الله في سوريا. هل سيوافق جيش الإسلام على اتفاق يرضي إيران، بحيث يضمن على سبيل المثال نقل السلاح إلى حزب الله من إيران عبر الأراضي السورية؟"
ردّاً على ذلك، أجاب "الكولونيل علوش": "إن العصابة التي تسمّي نفسها حزب الله هي عصابة تعارض الحرية التي تطمح إليها الشعوب، بمن فيها الشعب السوري. نحن لا يمكننا أن نؤيد من يحارب المبدأ الذي تأسّس عليه جيش الإسلام. الأمين العام لحزب الله أعلن بشكل صريح عداوته، ولذلك لسنا مستعدين للسماح بوصول السلاح إلى منظمته، فهم سيستخدمون هذا السلاح ضد الشعوب المتطلعة إلى الحرية عاجلاً أو آجلاً".
يشار إلى أنه في إطار التعريف بـ"جيش الإسلام"، ترى الباحثة الإسرائيلية أنه "يحظى بالتقدير وسط السكان السوريين بفضل تصديه لداعش والنظام السوري... كما أن جيش الإسلام يموّل أنشطة منظمات إغاثية تقدم المساعدات للأيتام والمحتاجين وذوي الإعاقات، وتقوم بتعليم الأولاد المحاصرين". أما على صعيد الحريات السياسية، فـ"جيش الإسلام"، بحسب تعريف الباحثة الإسرائيلية له، "يتيح التظاهر ضده في المناطق التي يسيطر عليها"، بل ويقوم عناصره بحماية هذه التظاهرات، كما يشرح علوش في أحد أجوبته حول مناقبية جيشه.
(الأخبار)