شهد قطاع غزة فجر اليوم تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق عشية الذكرى الثانية لعدوان الـ51 يوماً على القطاع، الذي لم يشهد رداً إسرائيلياً بهذا الحجم، حتى في حالات خرق الهدنة في الشهور الماضية. وفيما كانت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، تحاول تحريك المياه الراكدة في ملف الأسرى الفلسطينيين؛ عبر الإشارة إلى «معاملة بالمثل» مع من لديها من جنود، تناوبت مدفعية وطيران العدو على قصف شمال القطاع بأكثر من ستين قذيفة وصاروخاً، استهدفت بمجملها مواقع للمقاومة الفلسطينية على تعدد فصائلها.ويوم أمس، أُطلقت أربعة صواريخ من شمال القطاع، سقط اثنان منها في مستوطنة «سديروت»، ردّ عليها جيش العدو بقصف مواقع للمقاومة في بيت حانون شمال غزة. لكن بعد المهرجان الذي أقامته «القسام» في مدينة رفح، جنوب القطاع، جاء الرد الإسرائيلي ليعادل وزن ما كشفته المقاومة، أو لمحت إليه بالتحديد.
أعلنت «القسام» أنها ستعامل الأسرى الإسرائيليين كما يعامل العدو الفلسطينيين

والإشارة اللافتة التي صدرت عن «كتائب القسام» أطلقها المتحدث الرسمي باسمها، أبو عبيدة، عبر قوله، إن الكتائب «تعمل على الاستعداد والتجهيز والتدريب تحضيراً للمعركة المقبلة مع العدو»، ثم تحذيره الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في «إجراءاتها القمعية ضد الأسرى»، قبل أن يعلن أن «أسراه (العدو) لدينا سيلقون نفس المعاملة التي سيلقاها أسرانا في سجون الاحتلال»، من دون التحديد هل الجنود الإسرائيليون الأسرى لدى «حماس» أحياء أو لا.
أبو عبيدة ذكّر بـ«القساميين الأربعة الذين اختطفوا على الأراضي المصرية (صادف يوم أمس مرور عام على اختفائهم)»، قائلاً إن ملفهم «حاضر في كل وقت، وهي (الكتائب) تبذل جهدها في أكثر من اتجاه لإعادة أبنائنا المختطفين». وشدد على أن الحصار الذي يفرضه العدو على سكان غزة «لم ولن يمنع القسام من تطوير قدراتها، واستمرار الإعداد لمعركة التحرير... سياسات العدو لن تزيدنا إلا تمسكاً بخيارنا وبسلاحنا الذي لن نضعه حتى تحرير الأرض والإنسان». وأعلن، أيضاً، أن «الحصار لن يخدم حالة الهدوء... ومن يزرع الغضب سيحصد البركان».
وتعقيباً على القصف الذي خلف عدداً من الإصابات في الجانب الفلسطيني، قال وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل، إنه «يجب عدم الانتظار ليقع مصابون نتيجة الصواريخ، ويجب على الجيش الرد بقوة وشدة، وأنا مقتنع بأن وزير الأمن (أفيغدور) ليبرمان سيصدر تعليماته بهذا الاتجاه مثلما وعد في الماضي»، كما نقلت عنه القناة السابعة العبرية.
إلى ذلك، أعلنت «جماعة أكناف بيت المقدس» تبنّيها إطلاق الصواريخ رداً على اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
(الأخبار، الأناضول)