أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تعمل مع موسكو على إنشاء «آلية ثلاثية» حول الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن وفداً تركياً يضم رئيس جهاز الاستخبارات وممثلَين عن الخارجية والجيش، توجّه إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية للتنسيق في هذا الإطار، لافتاً إلى أن مستوى التمثيل سيرتفع مستقبلاً ليشارك وزيرا خارجية البلدين. وقال في حديث لوكالة «الأناضول» إن بلاده متفقة مع روسيا على وقف إطلاق النار «رغم الخلاف الفكري حول كيفية تطبيقه» وإيصال المساعدات الإنسانية والحل السياسي في سوريا، مؤكداً ضرورة بدء مفاوضات جنيف في أسرع وقت ممكن. وأكد أن اللقاءات التي ستعقد بين المسؤولين الأتراك والروس ستتناول جميع المسائل، ومن بينها كيفية التفريق بين المجموعات المعتدلة والإرهابيين، مذكّراً بإعلان "جبهة النصرة" انفصالها عن تنظيم القاعدة، موضحاً أنّ من الضروري معرفة «ما إذا كانت مجموعات من جبهة النصرة ستتجه نحو تبني خط معتدل، خاصة بين السوريين من أعضاء الجبهة». وقال إن بلاده ستشارك المعلومات المتعلقة بأماكن وجود المدنيين والمعارضة المعتدلة مع روسيا، التي كانت قد طلبت من تركيا بشكل صريح، معلومات عن الأماكن التي يجب ضربها في سوريا، غير أن «انقطاع جميع أشكال التواصل بين البلدين» بعد حادثة إسقاط القاذفة الروسية، حال دون حدوث تعاون بهذا الخصوص. وعن مسار الحل السياسي، رأى أنّ «من الضروري أن تُحدَّد أولاً بشكل مبدئي أمور من قبيل طبيعة التحول السياسي والفترة الانتقالية، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الإعداد للانتخابات». وعلى صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن من المهم الفصل الحقيقي بين «المعارضة المعتدلة» والتنظيمات الإرهابية في سوريا. ولفت في مقابلة مع مجلة «الحياة الدولية» الروسية إلى أن «لدى الولايات المتحدة نهجاً مختلفاً وأولويات مختلفة، وهم يصرون على اتفاق (وقف إطلاق نار) من جانب واحد وغير متكافئ»، موضحاً أن «الجانب الأميركي يريد أن يكون الجيش السوري «مقيداً بالاتفاقيات الروسية ــ الأميركية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)