غداة تعليق المحادثات اليمنية في الكويت وإعلان المتحدث باسم التحالف السعودي، أحمد عسيري، استئناف «إعادة الأمل»، ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية لا سيما الجوية، ما يؤكد انهيار التهدئة الشاملة. وشهدت جبهات شرقي صنعاء تسخيناً من قبل القوات الموالية لـ«التحالف» بعد إعلانها «بدء معركة صنعاء» التي تأخر انطلاقها، رغم الإعلان عنها أكثر من مرة منذ نحو سنة. وكان المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ قد أعلن أول من أمس تعليق المحادثات، على أن يتم استئنافها «في غضون شهر في مكان يتفق عليه لاحقاً»، واعداً أيضاً باستئناف «الجولات المكوكية» لزيارة طرفي الأزمة في الرياض وصنعاء. وأكد أنه «لم يتم تقديم أي طلب للكويت من أجل استضافة الجولة المقبلة من المشاورات، لكنها واحدة من الاحتمالات». وعلى الرغم من تأكيد ولد الشيخ اتفاق الطرفين على تجديد الالتزام بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية، وتفعيل لجنة التهدئة والتواصل في ظهران الجنوب واللجان الأمنية المحلية بهدف تثبيت وقف الأعمال القتالية، شهد الميدان اليمني تصعيداً كبيراً على الجبهات الداخلية والحدود.
وصلت غارات «التحالف» إلى 100 خلال الـ48 ساعة الماضية

وفيما أعلنت القوات الموالية لهادي بدء معركة صنعاء تحت شعار «صنعاء موعدنا» أول من أمس، عبر تنفيذ أكبر عملية هجوم من ثلاث جهات بإسناد جوي من قبل طائرات «التحالف»، يمضي الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في محاولة نقل المعركة من محيط صنعاء إلى عمق الأراضي السعودية. وحاولت القوات الموالية لـ«التحالف» التقدم من اتجاه جبل المنارة ومناطق بران في مديرية نهم شرقي صنعاء، إضافة إلى محاولة هجوم على مناطق المنصاع والنحرين وشرقي المجاوحة في نهم وجبال الحول ومناطق المدفون. وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من التصدي لعمليات الهجوم، كما استهدفوا بصاروخ باليستي تجمعاً لقوات «التحالف» أسفل فرضة نهم.
ونفت مصادر عسكرية أن يكون جبل المنارة المطل على العديد من جبال نهم قد سقط تحت سيطرة القوات الموالية لـ«التحالف»، وأكد المصدر مقتل 52 من هؤلاء خلال صدّ الهجوم أول من أمس في جبال الحول باتجاه نهم، فيما شنّت طائرات «التحالف» نحو 12 غارة توزعت على مناطق المجاوحة، الفرضة، الشبكة، وجبل المنارة، ومسورة في مديرية نهم. وفي محافظة الجوف، نفذت قوات الجيش و«اللجان الشعبية»، أمس، كميناً استهدف تعزيزات للقوات الموالية لهادي في منطقة بير منيف الواقعة ضمن مديرية المتون كانت في طريقها لتعزيز قوات «التحالف» في مزرية ومعميرة في المتون، ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة مقاتلين وإصابة 10 آخرين.
في هذا الوقت، دمرت وحدات الجيش و«اللجان الشعبية»، أول من أمس، أربع آليات عسكرية سعودية في مواقع متفرقة في قطاع جيزان، منها ثلاث آليات في موقع جلاح العسكري وفي موقع الفريضة في جيزان. وأشار مصدر عسكري إلى أن القوات اليمنية تقدمت في مختلف جبهات الحدود، ونفذت عمليات نوعية في عدد من المواقع السعودية في جيزان ونجران وعسير، واستهدفت خلال اليومين الماضيين موقع رقابة «حسن» ومحيطها في مدينة الربوعة في عسير، وسقط قتلى ومصابون في صفوف الجيش السعودي إثر قصف صاروخي للجيش اليمني على موقع مستحدث في وادي قصف في الخوبة في تهامة في جيزان. وتم إحراق آلية عسكرية ومدرعتين من نوع «هامر» في مركز جلاح العسكري. وفي نجران استهدفت صواريخ الكاتيوشا رقابة منخفض الهضبة ورقابة الشرفة الشرقية، ومواقع الطلعة، فيما قصف الجيش و«اللجان» موقعي الطلعة والشبكة العسكريين. ووفق المصدر العسكري، هاجم الجيش اليمني تجمعاً للقوات السعودية خلف موقع الطلعة السعودي بالكاتيوشا. في المقابل، شنّت طائرات العدوان أمس أكثر من عشرين غارة على الحثيرة في قطاع جيزان. وأوضح مصدر عسكري أن الغارات استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة، كذلك شنّت طائرات «التحالف» صباح أمس خمس غارات على مركز مديرية الصفراء في محافظة صعدة، وشنّت أيضاً غارتين على منطقة الحقوف الواقعة في مديرية مستبأ في محافظة حجة الحدودية.
وكثّفت طائرات «التحالف» غاراتها على جيزان وعدد من المحافظات اليمنية بـ100غارة خلال الـ48 ساعة الماضية، واستهدفت بـ20 غارة موقع الحثيرة السعودي بعد سقوطه تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» في جيزان، كذلك شنّت طائرات التحالف 17 غارة على مناطق متفرقة في مديرية نهم في محافظة صنعاء، وسبع غارات على منطقة المجاوحة وغارة على منطقة المنارة في المديرية نفسها.