أصبحت قوات الجيش على بعد عشرات الأمتار من ضهرة عبد ربه الاستراتيجية، بعد إكمال السيطرة على تلة الكاستيلو والطريق المؤدي إليها، وإغلاق جميع خطوط إمداد مسلحي أحياء حلب الشرقية. استمرار العملية العسكرية من الليرمون، على المحور الغربي، يأتي بالتوازي مع استهداف الجيش لمخيم حندرات، وتمدد سيطرة الجيش بشكل عرْضيّ ــ وسطَ ترابط بين محاور عدة ــ على جبهات مزارع الملاح الجنوبي، باتجاه طريق الكاستيلو ــ الشيخ مقصود ــ الليرمون، وفق مصدر ميداني. وشرح المصدر أن قوات الجيش تقدمت على حاجز المنشرة، ما أدى إلى تراجع «جبهة النصرة». كذلك تمت السيطرة على مرتفع «بيت المريع»، بعد قصف مدفعي وصاروخي عنيف، إضافة إلى تحرير 3 مزارع غربي الجرف الصخري، شمال الكاستيلو. ورغم محاولات المسلحين لإحداث زخم إعلامي، عبر الترويج لهجوم مضاد تمت فيه استعادة عدد من النقاط التي سيطر عليها الجيش، فإنه لم يُسجل أي هجومٍ معاكس من قبل فصائل «جيش الفتح» بعد التقدم الأخير للجيش، في ظل تولي سلاح الجو الروسي التغطية الجوية للعمليات، عبر استهدافات عنيفة على معظم الجبهات، وأبرزها على مدينة الباب في الريف الشرقي.أما في اللاذقية، فقد غابت مؤشرات السيطرة النهائية على بلدة كنسبا، في الريف الشمالي الشرقي، بعد إخفاق كل من الجيش والمسلحين في التمركز داخل البلدة الجبلية، خلال الأيام الأخيرة.
واصل الجيش السوري تقدّمه في داريا في الغوطة الغربية
«كبانة هي كلمة السر في السيطرة على سائر ريف اللاذقية»، يقول أحد العسكريين في المنطقة. عدم السيطرة على بلدة كبانة، أقصى شمال الريف الجبلي الوعر، حالت دون تموضع الجيش وتثبيت مواقعه في بلدة كنسبا، بحسب مصادر ميدانية. يضاف إلى ذلك، الكثافة العددية للمسلحين على خطوط التماس وسيطرة المسلحين على التلال الحاكمة للمنطقة في قلعة شلف وطوبال، ما حوّل البلدة المتوترة إلى خط اشتباك من جديد. المصادر أكدت استمرار المعارك، وأضاف أن «قوات الجيش لا تزال في داخل البلدة، ومحاولات خرق المسلحين عمليات تثبيت مواقعنا تكلفهم الكثير من القتلى». أما على طريق حمص ــ مصياف، فقد أعاد الجيش السيطرة على قرية خربة السوا، شمال مدينة حمص، بعد خسارتها عقب هجوم للمسلحين على نقاطه. استعادة خربة السوا ساهمت في إعادة فتح طريق حمص ــ مصياف، بعد إغلاقه إثر محاولة المسلحين التسلل إليه، من خلال هجوم شنته عدة فصائل على محور بلدة قزحل، المجاور لخربة السوا.
وفي دمشق، نفّذ الجيش السوري عملية عسكرية محدودة في محيط داريا، قرب جامع نور الدين الشهيد، ما أفضى إلى السيطرة على عدد من كتل الأبنية المجاورة للجامع، تحت تغطية نارية جوية ومدفعية غير مسبوقة. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أن «عمليات خاطفة للجيش لا تزال مستمرة في المنطقة أفضت إلى حصار مسلحي داريا ضمن مساحة لا تتجاوز كيلومتراً مربعاً واحداً». وبالتوازي، استمر قصف الجيش ضد مواقع تمركز المسلحين في الغوطة الشرقية، وتحديداً على بلدة حوش الفارة، التي تعتبر الخط الدفاعي الأول عن مدينة دوما، الواقعة شمال ــ شرق دمشق والخاضعة لسيطرة مسلحي «جيش الإسلام». كذلك استمر تطويق الجيش لمواقع المسلحين في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استهدافات مركزة على تجمعاتهم في محيط خان الشيح والنشابية. ولفتت مصادر ميدانية إلى أن «حال مسلحي الغوطة يزداد سوءاً»، بسبب تكتيكات الجيش المعتمدة على القضم التدريجي الذي يهدف إلى استنزاف المسلحين واستسلامهم من دون أي مقاومة. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين باتوا أقل عدداً على خطوطهم الدفاعية، خشية وقوعهم في فخ استنزاف من قبل الجيش.
وفي درعا، قام عناصر الجيش باستهداف شاحنة كانت تقل مسلحين جنوب حي المنشية، باستخدام سلاح الدبابات، ما أدى إلى تدميرها، فيما نفذ سلاح المدفعية رمايات عدة استهدفت تجمعات للمسلحين، شرقي مدينة بصرى، في الريف الشرقي، ما أدى إلى خسائر عدة في صفوف المسلحين. وفي الريف الشمالي الغربي لمدينة درعا، قُتل راكان الطلحة، قائد «لواء الفتح المبين» التابع لـ«فرقة أحرار نوى»، بعدما استهدفه مجهولون بالرصاص. كذلك أصيب أحد مسؤولي «لواء توحيد الأمة» التابع لـ«الجيش الحر» إصابة بالغة، وقتل شقيقه، جراء انفجار عبوة ناسفة في الحافلة التي كانت تقلّهما على طريق نوى ــ الجعيلة، في ريف درعا الشمالي.