في ظل استمرار القوات الموالية للتحالف السعودي في الخروق البرية والجوية للتهدئة التي باتت بحكم الساقطة، يواصل الجيش و«اللجان الشعبية» التقدم في مختلف الجبهات الداخلية، ولا سيما شرقي صنعاء ومأرب وتعز، بالتزامن مع توغل جديد في الداخل السعودي. وفيما بدأ فريق الرياض يلوّح باقتراب «الساعة الصفر» لإطلاق معركة «تحرير صنعاء»، يبيّن الواقع شرقي العاصمة أن تقدّم قوات «التحالف» ومسلحيه ما زال متعثراً. وفي ظل تكتم سعودي ويمني، تمكنت القوات اليمنية في الأيام الماضية من السيطرة على مواقع سعودية جديدة، من بينها موقع الرمضة وموقع الحثيرة في جيزان. وأفادت مصادر ميدانية «الأخبار» بأن إسقاط الموقعين السعوديين جاء بعد إمعان القوات السعودية في استهداف القرى والطرق المقابلة للأراضي اليمنية. وفي رد فعل متأخر شنّ طيران «التحالف» أمس، ثلاث غارات على موقع الحثيرة الواقع تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية»، في محاولة لاستعادته.
يأتي ذلك في وقت جددت فيه الجماعات المسلحة الموجودة داخل الأراضي السعودية محاولات هجوم على مدينة ميدي مصحوبة بغارات سعودية عدة. وأفادت مصادر في «الإعلام الحربي» بأن تلك المحاولات باءت بالفشل وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى وخسائر في صفوف المسلحين.
وكشفت مصادر صحفية سعودية أول من أمس عن مقتل جنديين سعوديين في محافظة مأرب، مشيرةً إلى أن الجنديين قتلا إثر انقلاب عربتهما العسكرية في أثناء أدائهما مهمة عسكرية. من جهتها، أكدت مصادر يمنية من «الإعلام الحربي» أن أربعة سعوديين قتلوا في خلال الهجوم الذي شنه مقاتلو الجيش و«اللجان الشعبية» على مواقع المسلحين في محيط كوفل في المحافظة نفسها.
وشهدت جبهات مأرب ونهم شرقي صنعاء تطورات متسارعة في اليومين الماضيين، مكنت الجيش و«اللجان الشعبية» من التقدم في أكثر من اتجاه، برغم التعزيزات العسكرية السعودية عبر منفذ الوديعة طوال الأسابيع القليلة الماضية. وغداة فشل عدد من الهجمات على جبل هيلان الاستراتيجي الواقع في الأطراف الشرقية لمديرية صرواح، شنت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» ليلة أول من أمس هجمات على عدد من مواقع مسلحي «التحالف» المطلة على معسكر كوفل. وأكد مصدر في «الإعلام الحربي» أن الهجمات أدت إلى احتلال موقعين مطلين على المعسكر وقتل وإصابة عدد كبير من المسلحين. وبحسب المصدر، لقد جرى تطهير جبل أتياس أيضاً الواقع على حدود صرواح بعد هروب جماعي للمسلحين من معسكر كوفل ووادي الملح.
وقال المصدر في حديثٍ إلى «الأخبار»، إن «قوات «التحالف» تلقت ضربات موجعة في محيط كوفل، أدت بقائد المنطقة الثالثة الموالية لهادي عبد الرب الشدادي إلى الدفع بحرسه الشخصي للدفاع عن المواقع المحيطة بالمعسكر، فقُتل منهم ثلاثة وأصيب تسعة آخرون.
وفي جبهة نهم، تقدمت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» على أكثر من موقع في فرضة نهم وبالقرب من مفرق الجوف الذي أصبح تحت السيطرة النارية لقوات الجيش و«اللجان» بعد تمكنها من استعادة جبل حيد الذهب. وقُتل عدد من المسلحين وجرح آخرون في أربع محاولات تقدم متتالية في خلال يوم واحد في منطقة يام التابعة لنهم. وأكد مصدر عسكري أن عدداً من المسلحين قتلوا بالإضافة إلى جرح آخرين في خلال صد محاولة تقدم باتجاه حيد الذهب في يام. يذكر أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» كانت قد استكملت السيطرة السبت الماضي على جبل حيد الذهب الاستراتيجي المطل على مفرق الجوف من جهة فرضة نهم وتطهير السلسلة الجبلية الشمالية والتلال المجاورة لها، الأمر الذي جعل فرص التقدم من جهة الفرضة القريبة من العاصمة شبه مستحيلة. هذا الواقع دفع المجموعات المسلحة إلى فتح جبهة من جهة المجاوحة في الجهة الجنوبية من مديرية نهم على حدود مأرب. وأفاد مصدر في «الإعلام الحربي» بأن محاولات حثيثة ينفذها المسلحون للتقدم من جهة المجاوحة حالياً، وكلها باءت بالفشل.
في تعز، وبعدما تمكن الجيش و«اللجان» من تطهير سلسلة جبال كهبوب في الوازعية أخيراً، سيطروا على مناطق واسعة في مديرية ذو باب الساحلية القريبة من باب المندب. وفيما أفادت مصادر محلية في محافظة عدن بأن حشداً عسكرياً كبيراً انطلق من مدينة عدن باتجاه باب المندب، مسنوداً بقوات إماراتية وسعودية ومسلحين بهدف استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش و«اللجان» أخيراً، استهدفت القوة الصاروخية تجمعات للمسلحين في معسكر السقيا جنوب المديرية بصليات من الصواريخ.
وفي جبهة تعز المدينة، تمكن الجيش و«اللجان» من تأمين عدد من النقاط التابعة للمسلحين بعد مواجهات في أحياء كلابة والجحملية.