للعام الثاني على التوالي يستقبل الشعب اليمني عيد الفطر في ظروف استثنائية فرضتها الحرب والحصار المفروض منذ عام وأربعة اشهر. وعمد «التحالف» قبيل العيد إلى تصعيد عسكري شرقي العاصمة صنعاء والجبهات الأخرى في محاولة منه لتحقيق اي تقدم ميداني يعيد لحملته الشرسة على الشعب اليمني نوعا من الاعتبار أمام العالم، إلا أنّ النوايا المبيته لـ«التحالف» والقوات التابعة لحكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي التي اعلنت اكثر من مرة خلال الأيام الماضية استكمال اعدادها لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في مديرية نهم بهدف التقدم نحو صنعاء، عزّز من تماسك الجبهة الداخلية العسكرية والاقتصادية.تصاعد تلك التهديدات التي تطلقها قيادات عسكرية كبرى موالية لهادي كان آخرها تهديد رئيس هيئة الأركان العامة، علي المقدشي، في مأرب أول من أمس، لم يكن لها تأثير مباشر على حركة الأسواق المحلية عشية العيد التي شهدت حراكاً غير مسبوق. لا بل استمرت الحركة التجارية بثبات بالتزامن مع تعزيز الجبهات بالرجال والعتاد لاجهاض اي محاولات قد تقدم عليها القوات الموالية للرياض خلال أيام العيد.
ونجح الجيش و«اللجان الشعبية» في صد أكثر من هجوم عسكري نفذته القوات الموالية لهادي في المشجع صرواح، أمس. وأكد مصدر عسكري أنّ قوات هادي حاولت التقدم باتجاه مديرية صرواح من محور عرقوب الفرع ومنطقة المشجح تحت غطاء جوي لطيران «التحالف» ولكن جرى التصدي لها. ولفت إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة في صفوف القوات، إضافة إلى افشال محاولة للقوات المسنودة بطيران «التحالف» في القرب من نقيل بن غيلان الاستراتيجي، ودارت مواجهات عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة في تباب نهم وفي تبه رشح الهامة، بالإضافة إلى تجدد المواجهات في جبهة محيط جبل المجاوحة ومنطقة بني فرج بنهم.
وفي السياق، حذّرت لجنة التهدئة المحلية في محافظة مأرب من التصعيد العسكري لـ«التحالف» في عدد من الجبهات في المحافظة، وأكدت اللجنة في بيان صحافي أنها رصدت أكثر من 20 طقما عسكريا للطرف الآخر وصلت إلى جبهة نهم وكذلك استمرار التعزيزات والأرتال العسكرية في عدد من الجبهات في مؤشر على نوايا تحالف العدوان بتفجير الوضع عسكرياً خلال أيام العيد.
وأشارت اللجنة إلى أنّ هجومات الطرف الآخر بإتجاه مديرية صرواح تأتي بالتزامن مع غارات مكثفة شنها طيران «التحالف» أمس على مناطق متفرقة في المديرية، وحمّلت لجنة التهدئة المحلية في مأرب «التحالف» مسؤولية ما يترتب على هذا التصعيد من تداعيات تقوض مساعي التهدئة.
وفي محافظة الجوف اشتدت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش و«اللجان» والقوات الموالية لهادي في مديرية المتوع والمصلوب والغيل. وأكد مصدر عسكري أنّ القوات الموالية لهادي استهدفت بقصف مدفعي مكثف، أمس، منازل ومزارع المواطنين في منطقة المشراب في مديرية المتون، ما أدى إلى إصابة إمرأة بجروح خطيرة. وأكد المصدر تصدي الجيش و«اللجان الشعبية» لزحف باتجاه مديريتي الغيل والمصلوب بالجوف.
وبالتوازي مع الاستعدادات العسكرية لقوات هادي و«التحالف» في جبهات نهم شرق العاصمة، كشف مصدر أمني في صنعاء أن الأجهزة الأمنية و«اللجان الشعبية» رصدت لقاءات لعناصر من حزب «الإصلاح» في صنعاء وعدد من المحافظات بهدف تنفيذ عمليات تخريبية بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لقوى العدوان إلى عدد من جبهات القتال. وقال المصدر إنّ تلك الاجتماعات واللقاءات التي عقدت على شكل موائد رمضانية جرت بناء على إتصالات ومراسلات مع بعض القيادات العميلة الموجودة خارج اليمن، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنية تعرفت على العشرات من المنتمين لتلك الجماعات والخلايا، وستنشر أسماءهم فور إكتمال الإجراءات والتحقيقات.