رغم تراجعه في الأيام الماضية في ريف اللاذقية الشمالي، تستمر وحدات الجيش السوري في التصدّي لهجمات مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها، ليشهد مساء أمس هدوءاً على الجبهات، بعد استعادة الجيش توازنه مع وصول مؤازرات جديدة. بالتوازي، تواصل الوحدات، أيضاً، تثبيت نقاطها في منطقة معامل الليرمون في محيط مدينة حلب، بعد محاولة المسلحين استعادة السيطرة عليها.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل وحدات الجيش السوري صدّ هجوم مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها في ريف اللاذقية الشمالي، في سياق معركة «اليرموك». وفشلت المجموعات المسلحة في السيطرة على «تلة البيضاء» في جبل التركمان، «رغم تمهيدها الناري العنيف»، بحسب مواقع معارضة. وتكمن أهمية «البيضاء» باعتبارها مفتاح المسلحين لاستكمال تحرير جبل التركمان، كما أنها إحدى بوابات الدخول إلى جبل الأكراد، حيث تطل على منطقة القساطل الاستراتيجية.
أما في حلب، وتحديداً في جبهتي بني زيد والخالدية، فقد دارت مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلحين، في حين أحبط الجيش هجوماً للمجموعات المسلحة باتجاه نقاطه في معمل شبيب في منطقة الليرمون، مدمراً آلية مفخخة للمهاجمين، وموقعاً في صفوفهم عدداً من القتلى والجرحى، ما أجبرهم على الانسحاب والتراجع.
أما في ريف حلب الشمالي، فقد أعلنت رئاسة الأركان التركية مقتل 21 عنصراً من تنظيم «داعش»، إثر قصفٍ لمدفعية الجيش التركي على مواقعهم على مقربة من الحدود. وفي الريف الشمالي الشرقي، تتواصل الاشتباكات بين مسلحي «داعش» وعناصر «قوات سوريا الديموقراطية» على محاور عدّة حول مدينة منبج، وسط محاولات التنظيم لفك حصار «قسد» عن المدينة.
في غضون ذلك، وفي محاولة من قيادة «جيش الفتح»، وتحديداً القاضي العام الداعية السعودي عبدالله المحيسني، للملمة الخلاف بين «النصرة» و«جيش التحرير»، أحد فصائل «الجيش الحر»، وافق الأخير على فصل النزاع مع «النصرة» تحت سقف «المحكمة الشرعية» التي شكلت أمس لهذا السبب. وناشد «التحرير»، في بيانه، أعضاء «المحكمة» العمل على إخراج قائدهم العام، محمد عبد الحي الأحمد، من سجون «النصرة»، كبادرة حسن نية. في المقابل، أصدر عدد من الشخصيات «الشرعية» بياناً طالبوا فيه كلاً من «النصرة» و«التحرير» بالخضوع لـ«المحكمة»، وسمَّوا 7 شخصيات لتشكيلها.
بالتوازي، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش «أحبطت هجومين متزامنين من تنظيمي جبهة النصرة وداعش على تجمعات سكنية في منطقة سلمية، في ريف حماة الشرقي». وأضافت أن «وحدة من الجيش اشتبكت مع إرهابيين من تنظيم داعش، حاولوا الهجوم على قرية المبعوجة، في ريف سلمية الشمالي الشرقي، وأوقعت العديد من القتلى والمصابين في صفوفهم».
وفي العاصمة دمشق، وقعت مواجهات عنيفة بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» على جبهات أوتوستراد دمشق – حمص، في حين وقعت مواجهات مماثلة في محيط بلدة ميدعا، في الغوطة الشرقية. إلى ذلك، اعتقلت «النصرة» أحد عناصرها الذي أعدم الطيار نورس حسن، متوعّدة بوضعه تحت المساءلة والمحاسبة. وأعلنت «النصرة» انسحابَها من جميع مقارها في مدينة جيرود، في القلمون الشرقي، «لتجنيب البلدة القصف، انتقاماً لمقتل الطيار الذي سقطت طائرته على أطراف البلدة»، بحسب بيانها.
وفي الجبهة الجنوبية، أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي صاروخين باتجاه تل الشعار، في ريف القنيطرة، سقطا قرب موقع «مدفعية 130 ملم»، التابع للجيش السوري، من دون أن يؤديا إلى إصابات.
(الأخبار)