يعكس تزايد السجال الأميركي ـ الروسي حول العمليات العسكرية لقوات البلدين في سوريا، تخوف واشنطن وحلفائها من عودة الدعم الجوي الروسي بقوة إلى الميدان، في ظل نشاط الزيارات العسكرية بين موسكو ودمشق مروراً بطهران. آخر الزيارات كانت لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إلى قاعدة حميميم ودمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد. فبعد ضغط واشنطن لضم ريف حلب الشمالي الغربي إلى اتفاق «الهدنة» تخوفاً من عملية «تطويق» للفصائل المعارضة في المدينة، تعود لتتهم القوات الروسية باستهداف مقاتلين «معتدلين» جنوب شرق تدمر، قرب الحدود العراقية، وهو المحور الذي كانت موسكو قد أشارت، عقب استعادة تدمر، إلى ضرورة استعادته من تنظيم «داعش» وقطع طرق إمداده مع العراق. وفي السياق، نفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات التي وجهتها نظيرتها الأميركية للقوات الجوية الروسية، باستهداف مقاتلين من «المعارضة المعتدلة» قرب معبر التنف الحدودي، يوم الخميس الماضي. وأوضح المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أن المواقع التي استهدفتها القوات الروسية، الخميس، تبعد 300 كيلومتر عن الموقع الذي تحدث عنه الجانب الأميركي. وأشار إلى أن العسكريين الروس زودوا نظراءهم الأميركيين بشكل مسبق، بخريطة الأهداف التي سيجري استهدافها، فيما لم يقم الأميركيون بتسليم خريطة انتشار فصائل المعارضة التي يدعمونها، وهو ما يحول دون تحديد دقيق لتلك المواقع.وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد وجهت تساؤلات إلى موسكو بشأن غارات جوية استهدفت قوات معارضة تدعمها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن القوات الروسية لم تستجب للتحذيرات الأميركية بوقف الهجوم. وفي بيان صدر بعد اجتماع عبر الفيديو بين الجانبين الروسي والأميركي، قالت الوزارة إنها «أبدت قلقها البالغ» من تلك الغارات التي استهدفت مقاتلين منضوين ضمن اتفاق «وقف الأعمال القتالية». ورأى المتحدث باسم الوزارة، باتريك كوك، في بيان، أن «استمرار الضربات الروسية... يثير المخاوف بشأن سلامة القوات الأميركية وقوات التحالف». وحول الاجتماع، أشار كوناشينكوف، إلى انه جرى الاتفاق «في أجواء بناءة» على تطوير التنسيق والتعاون العسكري المتبادل للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث. تأتي هذه التطورات، بالتوازي مع زيارة قام بها وزير الدفاع الروسي إلى دمشق، لـ«بحث التعاون العسكري‭‭ ‬‬بين البلدين ومكافحة الإرهاب». وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن شويغو زار قاعدة حميميم الجوية و«تابع عمل منظومة إس-400 الصاروخية، وظروف عمل وإقامة العسكريين والطيارين الروس في القاعدة». كذلك، استعرض تقريراً لقائد مجموعة القوات العاملة في سوريا، ألكسندر دفورنيكوف، عن الوضع الميداني وأداء القوات الروسية وعمل مركز المصالحة والتنسيق الروسي.

(الأخبار، رويترز، تاس)