أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، استعداد بلاده لتقاسم المعلومات الاستخبارية مع "حلف شمال الاطلسي" بهدف "محاربة التطرف"، وذلك إثر لقائه سفراء من الحلف في القدس المحتلة.وعلى هامش الاجتماع، علّق السفير الأميركي لدى اسرائيل، دان شابيرو، على الأمر بالقول إنّ التدريبات المشتركة وتقاسم المعلومات الاستخبارية "بالتأكيد متصلة بالتهديدات الآتية من هذه المنطقة (الشرق الأوسط)"، مضيفاً: "نحن متشجعون جداً للإمكانيات بين إسرائيل وحلف شمال الأطلسي في الأشهر المقبلة".
تقدمت واشنطن وبرلين ولندن بخطط لنشر قوة على الحدود الروسية

وفيما أكد نتنياهو استعداد دولته "لمساعدة الناتو في المكافحة المشتركة من خلال تقاسم معلومات استخبارية وتجربتنا"، كانت اسرائيل قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستفتح ممثلية دائمة لها في "حلف شمال الاطلسي" في العاصمة البلجيكية، بروكسل.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع من عقد "حلف شمال الأطلسي" قمته في العاصمة البولندية، وارسو، في 8 و9 من تموز المقبل. وهي قمة يبدو أنها تحمل أهمية بالغة، إذ سبقها أولاً الإعلان الإسرائيلي، وثانياً التحركات الجديدة للحلف في شرق أوروبا "لردع روسيا".
وفي هذا السياق، تقدمت، أمس، بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة بخطط لنشر قوة جديدة من الحلف على الحدود الروسية اعتباراً من العام المقبل. وقالت الدول الثلاث، وهي صاحبة كبرى القوى العسكرية بين أعضاء الحلف، إن كلاً منها ستقود كتيبة قتالية على الضفة الشرقية لحدود الحلف "لردع موسكو" عن أي استعراض قوة "كذلك الذي أظهرته في شبه جزيرة القرم" عام 2014.
والأرجح أن تنتشر القوة الألمانية في ليتوانيا، والقوة الأميركية في بولندا، فيما ستذهب القوة البريطانية إلى إستونيا، في نظام سيكون بالتناوب لمدد تتراوح بين ستة وتسعة أشهر. وقال دبلوماسيون لوكالة "رويترز" إنّ "دولاً أخرى من أعضاء الحلف ستتولى مسؤوليات القيادة بعد ذلك".
وبينما يؤكد الحلف احترامه لاتفاقيات عدم نشر القوات القتالية الأساسية على الحدود الروسية، قال مندوب الولايات المتحدة لدى "الأطلسي"، دوغلاس لوت، للصحافيين: "لا يمكن أن تغزو بعدد قليل من الألوية، لكنك قادر على الردع ويمكنك التأثير على حسابات المعتدي المحتمل من حيث التكلفة والفائدة والمخاطر". لكن الولايات المتحدة ستوفر ضمن الانتشار الجديد لواء مدرعات يتكوّن عادة من خمسة آلاف فرد بمعداتهم. وقال وزير الدفاع، آشتون كارتر، "سيتوافر على الدوام فريق قتالي يتألف من لواء مدرعات، على أن يحضر كل فريق في دوره مجهزاً بعتاده الكامل"، مضيفاً أن بلاده ستوفر فوق كل هذا "معدات ستنشر في مواقع متقدمة ليستخدمها فريق قتالي آخر يتألف من لواء مدرعات سيكون بوسع قواته الانتشار في حالات الأزمات".
وتعتبر روسيا "خطط الردع" التي يعدّها "الأطلسي" عدائية. وقد حذر مندوب موسكو لدى الحلف من أن هذا يهدد السلم في وسط أوروبا، في وقت يقول فيه الكرملن أيضاً إن الدرع الصاروخي الأميركي يزيد التوتر أيضاً، فيما تبرر واشنطن بالقول إنه "يهدف إلى حماية الحلف من إيران".
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)