مع مرور نحو سبعة أسابيع على انطلاق المحادثات اليمنية في العاصمة الكويتية من دون أن تؤدي إلى خرقٍ حقيقي في جدار الأزمة اليمنية، خرج زعيم حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، للمرة الأولى، للتعليق على مجريات المحادثات.وشدد على سلسلة نقاط، أهمها أن وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» قدّم تنازلات وضمانات للطرف الآخر الذي يتعاطى مع المفاوضات بعقلية الحرب لا عقلية الحلّ، معرّجاً على الأوضاع الميدانية والاقتصادية في اليمن الذي لا يزال بعد عامٍ وشهرين تحت حصارٍ خانق.
وتطرق إلى ملف الأسرى الذي عرقل وفد الرياض حلّه مثلما كان مفترضاً، وقال إنه من مقتضى الإنسانية أن يشهد ملف الأسرى انفراجاً مع قدوم شهر رمضان، وأن هذا كان لمصلحة الأسرى من الطرفين. وأكد أن «أنصار الله» كانت على الدوام تتعاطى بإيجابية لحلّ ملف الأسرى بشكل كامل، لكن «أولئك»، في إشارةٍ إلى وفد الرياض، «لم يكونوا حريصين حتى على أسراهم».
اتفق الطرفان على الإفراج عن المعتقلين القصّر

وفي ملف المفاوضات أيضاً، أكد أن «الوفد الوطني» (وفد صنعاء) قدم رؤية منصفة ومنطقية تضمنت «تنازلات كبيرة جداً»، إلا أن ما عرقل المحادثات هو «لا عقلانية» قوى العدوان.
وأكد أن الطرف الآخر يتعاطى من منطلق الحقد والحرص على سحق الآخر، ويتعاطون في الكويت من منطلقات الحرب نفسها، وهي السيطرة الكلية والقضاء على الآخر. وقال إن «الحلّ متاح» إذا انطلق الطرف الآخر من منطلق الحل لا من منطلق حرب، داعياً وفد الرياض إلى العودة للمرجعيات السياسية لأن «الظروف مؤاتية للحلّ».
وبصورةٍ لافتة، ركّز الحوثي على «الوحدة الداخلية»، أي بين «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وسائر القوى السياسية، مشيراً إلى «جهود تُبذل من قوى العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية وإثارة الخلافات».
وعلى المستوى الاقتصادي، وفيما تشهد العملة اليمنية انهياراً غير مسبوق مقابل الدولار الأميركي، وجّه الحوثي رسالة طمأنة إلى «رجال المال والأعمال» قائلاً إن «اليمن هو ميدان صمودكم وإيمانكم ورجولتكم وعزتكم، تحركوا فيه ولا تبالوا». وطمأن كذلك اليمنيين بتأكيد أنه بالرغم من قسوة الحصار والعدوان، «بوسعنا التماسك والصمود والثبات». وختم الحوثي كلمته بقول إن «جهوزيتنا الكاملة والتامة للسلام يجب أن تكون بالقدر نفسه لمستوى الجهوزية التامة للتصدي للعدوان ولأي تطورات عسكرية يخططون لها».
في هذا الوقت، أعلن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أن أطراف المفاوضات وافقوا على الإفراج عن جميع الأسرى القصّر. هذا الإعلان يُعدّ تقليصاً للاتفاق الذي كان يفترض أن يشمل إطلاق سراح 50% من الأسرى مع بدء شهر رمضان، إلا أن عقبات عدة حالت دون ذلك، أبرزها انسحاب أعضاء من وفد الرياض في اللجنة المتخصصة في متابعة هذا الملف من الجلسات المشتركة. وقال ولد الشيخ في تغريدة نشرها عبر موقع «تويتر»: «بالنسبة للأسرى والمعتقلين تم الاتفاق على الإفراج غير المشروط عن الأطفال، وتم التطرق إلى آليات إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الأيام القادمة». وكان ولد الشيخ قد أكد استمرار المشاورات خلال شهر رمضان، متمنياً أن «يحمل الشهر الفضيل مناسبة لنبذ العنف وتأكيد قيم الإسلام للتضامن واحترام الانسان والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية». في سياق متصل، أعلن رئيس وفد «انصار الله»، محمد عبد السلام، عودته إلى الكويت التي غادرها قبل ثلاثة أيام متجهاً إلى منطقة ظهران جنوبي السعودية.
من جهة أخرى، وصل رئيس حكومة هادي المعيّن أخيراً، أحمد عبيد بن دغر، إلى عدن مع معظم وزراء حكومته، في زيارةٍ هي الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)