احتدمت المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في مديرية عسيلان في محافظة شبوة ومجموعات من الفصائل الموالية للرياض، في وقتٍ برزت فيه مساندة العشرات من عناصر «القاعدة» لتلك الفصائل في المحافظة الواقعة التي تُعدّ خط تماس بين المحافظات الشمالية والجنوبية من جهة الشرق.وأوضحت وقائع الأيام الماضية في شبوة، حيث استعرت المواجهات على خلفية هجمات للفصائل الموالية للرياض، أن العناصر التابعين لتنظيم «القاعدة» الذين خرجوا من مدينة المكلا ومدن أبين الشهر الماضي، جرى تصديرهم إلى مناطق عدة في شبوة.
وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على مواقع السليم والعلم في مديرية عسيلان في محافظة شبوة بعدما تسلل إليها عشرات المسلحين وعناصر «القاعدة».
وقال المتحدث باسم فصائل «المقاومة الشعبية» في شبوة صالح العولقي، أمس، إن «جماعة الحوثي انتهزت فرصة غياب القصف الجوي لطيران التحالف لتعزيز جبهاتها بالمقاتلين عبر محافظة البيضاء».
وأشار في تصريحات صحافية إلى أن «مناطق السليم والعكد الصفراء تشهد معارك عنيفة حالياً». وكانت الفصائل المسلحة قد عاودت الهجوم وسط تحليق مكثف من قبل طيران التحالف السعودي على تلك المناطق في محاولة لاستعادتها، وهو ما قوبل بالتصدّي من قبل الجيش و«اللجان» الذين تقدموا نحو منطقة القرن الأسفل وتمكنوا من فك الحصار عن منطقة الصفراء. وبلغت الخسائر البشرية للمجموعات المسلحة الموالية لـ«التحالف» وخصوصاً من حزب «الإصلاح» والسلفيين وعناصر «القاعدة» في جبهة عسيلان أكثر من 90 قتيلاً حتى صباح أمس، بينهم قيادات في تنظيم «القاعدة» بالإضافة إلى إصابة العشرات، وتدمير سبع آليات.
وتصاعدت المواجهات خلال اليومين الماضيين بعد وصول عشرات العناصر المتشددين إلى مناطق التماس التي كانت تشهد هدوءاً نسبياً منذ أسابيع.
مصدر عسكري أكد تصدّي قوات الجيش و«اللجان» لأكثر من 12 هجوماً شنتها تلك الفصائل باتجاه مديرية عسيلان خلال الأيام الأربعة الماضية. ودارت المواجهات خلال الأيام الماضية أيضاً في أكثر من منطقة في عسيلان منها منطقة السويدا التي تسلل اليها عناصر «القاعدة» خلال الأسابيع الماضية، وأعادوا تموضعهم بالقرب منها بغية استهداف مواقع الجيش و«اللجان الشعبية». وامتدت تلك المواجهات إلى مناطق العكد الصفراء، إلا أن الجيش و«اللجان الشعبية» عززوا وجودهم في تلك المناطق وصدّوا الهجوم، الأمر الذي دفع بـ«التحالف» إلى شنّ سلسلة غارات على المناطق التي استعادها الجيش و«اللجان» في شبوة. ويرى مراقبون أن تلك المحاولات تأتي في إطار الترتيبات لعزل الجنوب عن الشمال تماماً، في محاولة لطرد الجيش و«اللجان الشعبية» من شبوة التي لا يزالون فيها على الرغم من انسحابهم من المحافظات الجنوبية كافة أواخر آب الماضي.
إلى ذلك، خرقت قبائل شبوة اتفاقها مع حركة «أنصار الله» والجيش الذي التزمت بموجبه القبائل بعدم السماح بوجود أي من عناصر «القاعدة» و«داعش» في عسيلان ومناطق أخرى. وسمحت بالمقابل لـ«القاعدة» بتعزيز وجوده في محاولة قد ترمي إلى إسقاط المحافظة في يد التنظيم، ولا سيما بعدما سيطر على مدينة حبان، أحد أهم المراكز التجارية في شبوة نهاية العام الماضي. وتُعدّ عسيلان من المديريات النفطية الغنية في محافظة شبوة، ويأتي تصدير التنظيم المتطرف إلى هذه المناطق ضمن استراتيجية ترمي إلى إبعاد الجيش و«اللجان الشعبية» من شبوة وبالتالي استكمال عملية تصدير «القاعدة» إلى المحافظات الشمالية من اتجاه عسيلان ــ الصومعة ــ البيضاء، وسط البلاد.