واصلت القوات العراقية، أمس، هجماتها الهادفة إلى التقدم باتجاه وسط الفلوجة، في إطار معاركها لاستعادتها من أيدي مسلحي تنظيم «داعش»، حيث تواجه مقاومة عنيفة، فيما لا يزال نحو 50 ألف مدني عالقين في المدينة، الأمر الذي عدّه رئيس الحكومة حيدر العبادي سبباً في بطء تنفيذ المعركة.وقال العبادي، خلال لقائه مع قادة أمنيين في أحد المقارّ قرب الفلوجة، إن وجود عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل المدينة وراء البطء في تنفيذ معركة تحريرها، مضيفاً أنه «كان من الممكن حسم هذه المعركة، لو لم تكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية».
وأشار إلى أن المرحلتين، الأولى والثانية، من معركة تحرير الفلوجة «تكلّلتا بالنجاح»، مؤكداً أن القوات المشاركة في العمليات «قاتلت يداً واحدة»، ومشدداً على أن المدينة «ستحرّر قريباً، وبأقل الخسائر».
وإضافة إلى العبادي، زار رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وعدد من أعضاء البرلمان، مقر قيادة «الحشد الشعبي» في عمليات الفلوجة، ضمن الجولة الميدانية التي أقامتها مديرية إعلام هيئة «الحشد» لأعضاء البرلمان، للاطلاع على العمليات الجارية في الأنبار وعلى الواقع الإنساني للنازحين.
وخلال لقائه مع الوفد البرلماني، بحضور رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، أكد نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس، ضرورة حضور مسؤولي الأنبار من أجل إنقاذ العوائل، بالإضافة إلى حضور مسؤولين إداريين من أجل تلبية متطلبات النازحين. وقال المهندس إنه «لا توجد إجراءات من قبل المسؤولين المحليين في الأنبار تجاه العوائل التي نزحت من الفلوجة». وأشار إلى أنه «جرى تسليم المناطق التي حررتها قوات الحشد الشعبي في أطراف الفلوجة للحشد العشائري والقوات الأمنية»، مشدداً على ضرورة توثيق هذه الانتصارات للاطلاع على المناطق التي سلمها «الحشد» للجيش و«الحشد العشائري».
وانتقد المهندس الإجراءات المتبعة من قبل المسؤولين المحليين في المحافظة تجاه العوائل، التي نزحت من الفلوجة، مؤكداً أن خدمة الناس يجب أن تكون من أولويات مجلس النواب.
وفيما لا تزال القوات العراقية محتشدة على أطراف مدينة الفلوجة، أفاد قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، بأن «قواتنا تواصل تنفيذ العمليات لاقتحام مدينة الفلوجة، لكن هناك مقاومة عنيفة من داعش»، مؤكداً استمرار عمليات تحرير المدينة من سيطرة «داعش».
وفي سياق متصل، أعلنت خلية الإعلام الحربي تحرير جسر الصقلاوية شمال المدينة، ورفع العلم العراقي فوقه. وقالت الخلية، في بيان لها، إن قيادة عمليات بغداد الفرقة ١٤ والفرقة ٦ مع «الحشد الشعبي» يتمكنون من رفع العلم العراقي على جسر الصقلاوية.
في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن «داعش» شنّ هجوماً عنيفاً على ناحية كبيسة جنوب هيت (70 كم غرب الرمادي). وقال إن «القوات الأمنية، المتمثلة بالفرقة السابعة والشرطة وفوج الطوارئ ومقاتلي العشائر، يخوضون مواجهات عنيفة مع التنظيم لصدّ الهجوم».
على الصعيد الإنساني، أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن وجود ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة، يواجهون مخاطر تجنيدهم قسراً. وقال ممثل المنظمة في العراق بيتر هوكينز، في بيان، إنه «وفقاً لتقديرات (منظمة) اليونيسف، هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة». وأضاف أن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسري، وضغوط أمنية مشددة، إضافة إلى العزل عن عائلاتهم». ولفت إلى أن «الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح، والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر».