الحسكة | تواصل «وحدات حماية الشعب» الكردية، مدعومة بغطاء ناري كثيف من طيران «التحالف» الدولي، تقدّمها في ريف الحسكة الغربي وريف مدينة تل أبيض في الرقة، بهدف فتح الطريق بين مقاطعتي «الجزيرة» ــ الحسكة، و«كوباني» ــ عين العرب. تقدّم«الوحدات» ترافق مع دعم مفتوح من طائرات «التحالف»، الذي سخّر أغلب جهده في سوريا لخدمة «الوحدات»، وبأربع طائرات تقصف بشكل متزامن، بنك الأهداف المُعدّ من قبلها. في وقت تتنقل أرتال «داعش»، منذ أكثر من شهر، بين بلدتي الهول والشدادي في الحسكة، من دون أي استهداف، إلا من غارات للطيران السوري.
دعم «التحالف» الأخير أفضى، في أقل من أسبوعين، إلى سيطرة «الوحدات» على جبل عبد العزيز، أحد أكبر معاقل التنظيم في الحسكة، بالإضافة إلى استعادة السيطرة على قرى الخابور، وقرى عدّة في ريف الحسكة الغربي، المترابط جغرافياً مع الرقة.
طائرات «التحالف» الدولي نفّذت، أمس، عدداً من الغارات على قرى في ريف رأس العين الجنوبي الغربي، أدت لاستشهاد ثلاثة مدنيين في قرية أم شاخات، إضافة إلى مقتل، وإصابة عدد من مسلحي داعش، وعلى اثرها تمكّنت «الوحدات» من السيطرة على أربع قرى في المنطقة، هي: أبو شخاط، أم جلود، ساري، وتل جنب، بالتوازي مع تمشيطها لقريتي سنينة وكورك، قرابة 15 كم عن مدينة تل أبيض، بعد فرار مسلحي «داعش» منها، إثر الغارات الكثيفة لـ«التحالف»، والاشتباكات العنيفة مع «الوحدات».
الناطق باسم «لواء جبهة الأكراد»، أحمد حسو، أكد «أن هناك اتفاقا بين القوات المشتركة التي تقاتل في كوباني، والتحالف، على استمرار الدعم حتى فتح طريق كوباني الجزيرة»، ولفت حسو إلى وجود «ضوء أخضر من التحالف بهذا الشأن». إلى ذلك، كشف مصدر ميداني كردي لـ«الأخبار» أنّ «القوات المقاتلة في الجزيرة، وتل أبيض، لن توقف عمليات تطهير المناطق من داعش، حتى تلتقي في تل أبيض»، مؤكداً أن «فتح طريق الجزيرة ـ كوباني باتت مسألة وقت فقط، بعدما اتخذت كل الإجراءات اللازمة، وعلى مراحل، لتحقيق هذا الهدف». وتتّهم مصادر عدّة «التحالف» الدولي بأنه يمهّد بهذا الدعم، لـ«الوحدات» الكردية، لتقسيم سوريا، والتشجيع على استقلال الأكراد، في مناطق «الإدارة الذاتية»، في محاكاة لما يطرح من مشاريع لاستقلال إقليم كردستان العراق. هذه الاتهامات دفعت بعدد من القادة الكرد، السوريين لنفي كل ما يجري تداوله. مسؤول العلاقات الخارجية لـ«وحدات حماية الشعب»، أبو ريفان، قال في تصريح متلفز لقناة "الجزيرة" التركية، إن «تقسيم سوريا سيكون المتضرر الأكبر منه، هم الكرد السوريون»، مؤكداً: «نحن في حزب الاتحاد الديموقراطي، ووحدات حماية الشعب، نسعى من أجل سوريا موحّدة حرّة ديموقراطية».
وفي دير الزور، ارتفع إلى 44 عدد الذين أعدمهم "داعش"، منذ أقل من أسبوع. وبحسب «المرصد السوري»، المعارض، «جرى توثيق إعدام 44 على يد تنظيم الدولة الإسلامية، منذ 20 الشهر الجاري، حتى الآن، بتهم الرّدة والعمالة للنظام، والصحوات في تركيا» في وقت أعدم فيه التنظيم، أمس، مدنيين اثنين في بلدة الهول، بريف الحسكة الشرقي، بتهم التعامل مع جهات معادية.