على الرغم من الجهود في الساعات الأخيرة لتذليل العقبات أمام استمرار المفاوضات بين الأطراف اليمنية في الكويت، وتأكيد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، عودة وفد الرياض للمشاركة في المفاوضات، إلا أن الجلسة العامة التي كان يفترض عقدها مساء أمس تأجلت بسبب مماطلة وفد الرياض في الحضور وتأخر ولد الشيخ في العودة إلى الكويت.
وكشف عضو وفد «القوى الوطنية»، حمزة الحوثي، أن ولد الشيخ أبلغ الوفد أن الجلسات ستستأنف اليوم الاثنين، على أن تكون جلسة عامة على عكس الجلسات الأخيرة التي كانت منحصرة خلال الفترة الماضية على مستوى الرؤساء.


وكان الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي قد أكد أن وفد حكومته سيعود إلى طاولة المفاوضات استجابة لطلب من قبل أمير قطر تميم بن حمد والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عقب اجتماع جمعهم على هامش منتدى الدوحة، بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ.

وتراجع وفد الرياض عن الشرط الذي كان قد أعلنه رئيس الوفد، وزير خارجية حكومة هادي، عبد الملك المخلافي لمعاودة حضوره جلسات المفاوضات، والمتمثل بتوقيع وفد الداخل على التزام خطي بتنفيذ النقاط الخمس المنفذة للقرار الأممي 2216.

واضطر المخلافي أول من أمس إلى إعلان تراجعه عقب ضغوط دولية، قال إنها أرغمتهم على العودة إلى الجلسات.

وفي السياق، نقلت قناة «العربية» عن مصادر دبلوماسية قولها إن وفد حكومة هادي تلقى رسالة من المبعوث الأممي، أمس، أكد فيها ولد الشيخ أن أي حل للنزاع سيكون على أساس الشرعية ومرجعيات المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني والنقاط الخمس المحددة من الأمم المتحدة ونتائج محادثات بيل السويسرية.

ولفت المصدر إلى أن الرسالة تضمنت تأكيد التزام الأمم المتحدة بإدارة المفاوضات وفقاً لهذه المرجعيات وفي ضوء التفاهمات التي تمت في الدوحة بين الرئيس المستقيل وأمير قطر والأمين العام للأمم المتحدة.

كما نقلت القناة عن مصدر مقرب من وزير الخارجية اليمنية أن الجانب الحكومي لا يزال يطالب بمزيد من التوضيح بشأن الالتزام بالإطار العام لمحادثات الكويت الذي تم إقراره وجدول أعمال المحادثات ومهمات اللجان التخصصية الثلاث المنبثقة عن اجتماع الكويت والتي أسندت إليها مهمات البحث عن آليات تنفيذ النقاط الخمس المتعلقة بالانتخابات وتسليم السلاح وإطلاق سراح المعتقلين واستعادة مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية.

من جهته، أكد حمزة الحوثي في حديث إلى «الأخبار» أن المفاوضات ستبدأ من حيث انتهت، موضحاً أن الجلسات ما قبل تعليق وفد الرياض مشاركته توقفت عند النقاش حول السلطة التوافقية وتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية واستئناف الحوار السياسي من النقطة التي توقف عندها قبل العدوان.

وأضاف أنه خلال الفترة السابقة، كان «هناك نقاشات جدية وكان هناك مقترحات قدمت من قبل المبعوث الدولي»، متهماً وفد الرياض بتعطيل النقاشات «بينما بقينا نحن في النقاش مع المبعوث أثناء فترة مقاطعة طرف الرياض، وكانت اللقاءات انفرادية بحسب طلب ولد الشيخ للبحث عن مقاربات».

ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي حاضر بقوة في المشاورات وفي كل اللقاءات مع سفراء المجتمع الدولي، إضافة إلى القضية الجنوبية التي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة إلى الحل الشامل في اليمن. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» أن الحركة لا ترى أي حل سياسي دائم ومستقر من دون حل جذري للقضية الجنوبية سياسياً وإنسانياً وحقوقياً وعبر التفاهم مع كل القوى الجنوبية الفاعلة على الأرض وبحلول مقنعة ومرضية، مع الأخذ في الاعتبار كل الأبعاد.

إلى ذلك، أحيا الآلاف من اليمنيين أمس الذكرى 26 لعيد الوحدة اليمنية في احتفال حاشد في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء بحضور رئيس «اللجنة الثورية العليا، محمد الحوثي ورئيس المكتب السياسي لـ«أنصار الله» صالح الصماد وممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام والقوى والتنظيمات الجنوبية الموجودة في صنعاء.

وخلال كلمته، أكد الحوثي أن اليمنيين بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والاتحاد والتكاتف لمواجهة الخطر المحدق بالبلاد».

من جهته، أكد الصماد أن على الشعب اليمني أن يعي جيداً أن قوى العدوان على اليمن أتت لخدمة مصالحها فقط و«لا يهمها إذا مزقت اليمن إلى مقاطعات طائفية وسلطنات مشيخات، ولا يهمهم أن يبقى الجنوب منطقة مفتوحة للقاعدة وداعش لتبرير الوجود الأجنبي في برّه وبحره وجوّه».