شهد يوم أمس تقدماً طفيفاً في مسار المحادثات، ولكن من دون التوصل إلى اتفاقات في أيٍّ من القضايا العالقة بين طرفي النزاع. وبعد بدء النقاش في قضية إطلاق سراح المعتقلين والأسرى لدى الطرفين، جرى الاتفاق في جلسة للجنة الأسرى والمعتقلين على تشكيل لجان محلية من الطرفين، بالإضافة إلى ممثلين للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر اليمني من أجل حصر أعداد المعتقلين والمختفين.وبالرغم من هذا الاتفاق والنقاش السابق حول إمكانية تبادل 50% من الأسرى والمعتقلين، لا يزال الأمل بتحقيق ذلك ضعيفاً، ولا سيما في ضوء تصريح ممثل وزير حقوق الإنسان في حكومة هادي بافتقاده التواصل مع المجموعات المسلحة في الميدان، وكذلك محاولة الطرف الآخر تفسير ما سُرِّب إلى الاعلام في هذا المجال بأنه يخصّ المعتقلين التابعين لهادي فقط.
وفي هذا السياق، أكد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أن أطراف النزاع اتفقت فقط على مناقشة مسألة تبادل الأسرى عبر دراسة تفصيلية عن المعتقلين لدى الجانبين لبحث اقتراح إطلاق سراح نصف الأسرى من كل جانب قبل حلول شهر رمضان، على أن يُطلَق الآخرون بعد ذلك.
وأكد مصدر مطلع على سير المفاوضات أن موقف المبعوث الدولي تغيّر بخصوص مسألة التوافق التي كان قد طرحها سابقاً بشأن ربط مخرجات اللجنة السياسية، وفقاً لرؤية وفد صنعاء، ليعود ويتبنى موقف وفد الرياض المتمسك بـ«شرعية هادي».
وبالرغم من التقدم الذي أُحرز في هذا الملف، لا يزال التعثر سيد الموقف في الملفات العسكرية والسياسية. ظهر هذا الأمر بوضوح في جلسات اللجنتين العسكرية والسياسية التي شهدها قصر بيان في العاصمة الكويتية يوم أمس. ولا يزال أعضاء اللجنة السياسية من وفد صنعاء متمسكين بضرورة تشكيل سلطة انتقالية كمدخل لتقدم عمل اللجان في الملفات الأخرى.
وقالت مصادر في الكويت إن رئيس وفد الرياض ووزير الخارجية في حكومة هادي عبد الملك المخلافي خرج عن طوره خلال الجلسة الصباحية للجنة السياسية. وانفعل بسبب مشاركة التنظيم الناصري ضمن وفد صنعاء في الجلسة، ممثلاً بعضو الأمانة العامة للتنظيم حميد عاصم.
وقال المخلافي في مداخلة إن لجنة التنظيم الناصري المركزية قد فصلت حميد عاصم، وذلك في إطار انقسام الحزب في اليمن بين مؤيد للعدوان السعودي ورافض له. من جهته، ردّ عاصم على المخلافي بالقول إن حق الفصل هو من اختصاص المؤتمر الوطني العام للحزب فقط.
من جهة أخرى، اتهم ممثل وفد صنعاء في اللجنة العسكرية سليم المغلس هادي وحكومته بتنفيذ مخطط خارجي عبر استهداف أبناء تعز وترحيلهم من عدن بطريقة مهينة من دون أي سبب، وذلك بعدما شهدت عدن في الأيام الماضية ترحيلاً لأبناء المحافظات الشمالية.
وتوجّه المغلس بالسؤال لوفد الرياض خلال الجلسة عن تهربهم من تفعيل عمل اللجنة الميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار في تعز، إذ إن أعضاء الوفد تخلفوا عن موعدين أمس مع لجنة التهدئة والتنسيق لإيجاد حلول تتعلق بالوضع في تعز.
وقال متوجهاً للوفد تعليقاً على الوضع في تعز: أنتم لم تؤمنوا صاحب بسطة خضار أو مراسلاً أو موظفاً عادياً، فكيف ستؤمنون على رقابنا ونسلم أسلحتنا لكم؟
واتهم الطرف الآخر بإبقائه جبهة تعز مفتوحة ليتاح المتاجرة بمعاناة أبناء المحافظة. وأبدى وفد صنعاء استعداده لتوفير مقر إقامة للجنة التهدئة في تعز ليكون غرفة عمليات مشتركة أسوة ببقية المحافظات.
وكانت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة تعز قد أصدرت تقريراً أكدت فيه أن المجموعات المسلحة هي التي منعت ممثل الأمم المتحدة ومعه المساعدات من الدخول إلى مدينة تعز، على عكس ما ادعته وسائل إعلام موالية للتحالف السعودي عن منع الجيش و«اللجان الشعبية» من إدخال المساعدات إلى تعز.
وكان وفد «أنصار الله» قد رفض أول من أمس المشاركة في لقاء مع نائب وزير الخارجية الأميركي توم شانون بناءً على طلب الأخير، وذلك «رفضاً للسياسات الأميركية في اليمن والمنطقة».
(الأخبار)