بعد خسارة معركة خان طومان، يعمل الجيش السوري على احتواء هجمات المسلحين في ريف حلب الجنوبي. واستطاع، منذ أمس، استعادة المبادرة الهجومية في البلدة الاستراتيجية إضافة إلى إفشاله محاولات «جبهة النصرة» وحلفائها في تحقيق أيّ خرق إضافي في الجبهة الممتدة في منطقة واسعة. وحققت وحدات الجيش تقدّماً ملحوظاً بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «جيش الفتح». وبحسب مصدر ميداني، فإن الجيش يعمل على «استمرار سيطرته على المستودعات، وتأمين تغطية نارية لقواته المتمركزة في المنطقة»، مؤكداً أن «القوّة النارية تشكّل مثلثاً دفاعياً من مستودعات خان طومان وزيتان، إلى جانب الغطاء الجوي».
في المقابل، يتمركز مسلحو «الفتح» في الجهة الشمالية الشرقية من خان طومان، إضافة إلى مراكزهم في الحي الغربي، حيث يحاولون، منذ أيام، التقدم من منطقتي الراشدين الرابعة والخامسة، إلى جانب محاولاتهم الضغط من محور الزربة.
وأكّد مصدر ميداني أنّ محاولات المسلحين «المستمرة لفتح ثغرات على محاور عدة، أدت إلى مقتل المتقدّمين». وأشارت المصادر إلى أن «تحسن الأحوال الجوية ساعد الطائرات، أمس، على التأثير في مجريات المعارك القائمة».
وساهمت المساحات الواسعة التي يسيطر عليها الجيش، إضافة إلى مواقعه المرتفعة، في تأمين رصد دقيق أفضى إلى استهدافات مباشرة لأي تحرك معادٍ، بحسب تعبير المصادر. وظهر التنسيق بين وحدات المدفعية كعامل أساسي في قلب المجريات لمصلحة الجيش وحلفائه، بعد أيام من التراجع وفقدان القدرة على تثبيت نقاطهم.
يشكّل الوضع الحالي تهديداً لحقل مهر الاستراتيجي

واستهدفت الطائرات الحربية والمدفعية خطوط إمداد المسلحين وآلياتهم في خان العسل وكفرناها والزربة وطريق حلب ـــ دمشق والراشدين الرابعة والخامسة.
وفي سياق متصل، استمر المسلحون في خرق «نظام التهدئة»، باستهداف أحياء جمعية الزهراء والراموسة وضاحية الأسد وكرم الجبل في أحياء مدينة حلب، إضافة إلى بلدتي نبل والزهراء في ريفها الشمالي، عبر قذائف صاروخية عدة.
في غضون ذلك، عادت المعارك العنيفة إلى واجهة المشهد الميداني، في ريف حمص الشرقي، بين الجيش ومسلحي «داعش»، إثر استهداف التنظيم لحقل المهر للغاز، بعد سيطرته على حقل شاعر للغاز.
وأكّدت مصادر ميدانية أن دخاناً كثيفاً تصاعد من حقل المهر، بعد ازدياد عنف الاشتباكات في محيطه. وذكرت أن الوضع الحالي «يشكّل تهديداً على الحقل الاستراتيجي»، حيث فشل مسلحو التنظيم في التثبيت داخل حقوله، مشيرةً إلى أن «تهديداً آخر يتطلب تحركاً سريعاً، بعد اقتراب الاشتباكات من حقول جزل أيضاً».
وتحركت أرتال عسكرية عدّة باتجاه ريف حمص الشرقي، في محاولة لتشكيل قاعدة انطلاق لهجوم مضاد، يهدف إلى تعزيز مواقع الجيش في المنطقة، واستعادة نقاط خسرها في الأيام الماضية.
في سياق آخر، أعلنت قيادتا «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» أسماء ستة محكِّمين، ثلاثة من كل طرف، في محاولة منهم للوصول إلى حل للاقتتال بينهما، الذي شهدته غوطة دمشق الشرقية على مدى الأسبوعين الماضيين، وتحديداً بعد سيطرة الأوّل على بلدتي مسرابا ومديرا أول من أمس.
وشهد أوّل من أمس اشتباكاتٍ عنيفة بين الطرفين، خصوصاً بعد اتهام «جيش الإسلام» «فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط» بمهاجمة مقارّه، في الغوطة الشرقية. في المقابل، لفت «الفسطاط» إلى أن «جيش الإسلام اجتاح بالأسلحة الثقيلة والمشاة مدينة مسرابا، وقتل نحو خمسين مجاهداً».
إلى ذلك، أعلن عدد من الفصائل في حي القابون الدمشقي تشكيل مجلس عسكري موحّد يضم جميع التشكيلات المنتشرة في الحي، وذلك «تجنّباً لنقل الصراع الحاصل» بين الفصائل في الغوطة الشرقية.