حلب تحت النار والمدنيون هم الضحايا. أكثر من 75 شهيداً من المدنيين، و150 جريحاً حصيلة اعتداءات القصف الصاروخي ورصاص القنص على أحياء حلب السكنية، منذ أسبوع. الصور كافية لتبيان المشهد. دموعٌ وآلام وهرب من الموت. أمس، بلغت حصيلة الضحايا 22 شهيداً وأكثر من 88 جريحاً.ونقلت وكالة «سانا» أن مسلحي «جبهة النصرة» وحلفاءها استهدفوا مشفى الرازي، وسط المدينة، بصاروخين، وألحقا أضراراً مادية كبيرة.
وشهد حيا الميدان والأشرفية، ومحيط ساحة سعدالله الجابري والقصر البلدي قصفاً عشوائياً أسفر عن سقوط 14 شهيداً، وجرح أكثر من 50 شخصاً، بعضهم في حالة حرجة. كما استهدف المسلحون بالقذائف الصاروخية حيي المحافظة والجميلية، وأدى ذلك إلى سقوط عددٍ من الشهداء.
اليوم الدموي، الذي شهدته حلب أمس، ليس إلا استمراراً لمسلسل نزف المدنيين، الذي بلغ يومه الثامن، بحصيلة فاقت 75 شهيداً، وعشرات الجرحى.
ورغم تحميل تنسيقيات المسلحين وحدات الجيش السوري مسؤولية المجازر، إلا أن التلفزيون السوري نفى «الأخبار التي تناقلتها القنوات الشريكة بجريمة سفك الدم السوري حول استهداف سلاح الجو مشفىً في حي السكري»، واعتبرها «محاولة للتغطية على جرائم الإرهابيين في استهداف المواطنين».
بدورها، اتهمت وزارة الخارجية السورية كلاً من السعودية وقطر وتركيا بالوقوف وراء مجازر في مختلف المدن السورية، مشيرةً في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أن «استمرار التنظيمات الإرهابية باعتداءاتها على الأحياء السكنية الآمنة في حلب، وغيرها من المدن السورية، ما كان ليتم لولا استمرار الدعم الكبير الذي تتلقاه من هذه الأنظمة وغيرها».
وأكّد البيان أن «الحكومة السورية ستستمر في محاربة الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة، وجيش الإسلام، والجيش الحر، وأحرار الشام، وغيرها...»، لافتةً إلى أن «الاعتداءات، والقصف العشوائي، الذي زادت حدّته خلال الأيام القليلة الماضية، جاء بأوامر مباشرة من أنظمة ودول ترعى الإرهاب وتدعمه، ويهدف إلى إفشال اتفاق وقف الأعمال القتالية».
في سياق آخر، نقلت «سانا» عن مصدر في الخارجية السورية إدانة بلاده لـ«لعدوان السافر المتمثل بدخول 150 جندياً أميركياً إلى أراضيها في رميلان (ريف الحسكة)»، مؤكدةً أن «هذا التدخل مرفوض وغير شرعي، وجرى من دون موافقة الحكومة السورية».
إلى ذلك، استهدف مسلحو «جيش الفتح» بعددٍ من قذائف الهاون بلدة الفوعة، في ريف إدلب الشمالي، وأسفرت عن جرح عددٍ من المدنيين. في غضون ذلك، أحبطت وحدات الجيش والقوات الرديفة هجوماً لمسلحي «جبهة النصرة» على مواقعهم في محيط قرية معان، شمالي مدينة حماة، وأسفر عن مقتل عددٍ من المسلحين وجرح آخرين.
أما في الجبهة الجنوبية، وتحديداً في ريف درعا الغربي، فقد اغتال مجهولون أكبر تاجرٍ للأسلحة في المنطقة، تيسير ظاهر الشريف، وذلك بتفجير سيارته على الطريق بين بلدتي المزيريب وخراب الشحم.
(الأخبار)