يباشر المبعوث الأممي التحضير لجولة جنيف المقبلة كما سابقتها، من موسكو التي يزورها الأسبوع المقبل، لبحث نتائج الجولة الماضية والتمهيد لإنعاش «الهدنة» التي أنهكها تعثر المسار السياسي. ستيفان دي ميستورا أعرب عن رغبته في عقد جولة أو اثنتين من المحادثات بحلول تموز المقبل، وطالب أوباما وبوتين شخصياً بالحفاظ على «إرثهما» عبر إنقاذ الاتفاق. بالتوازي، يبدو خلاف واشنطن مع موسكو حول تصنيف «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، كعامل إضافي يؤخّر التهدئة في الميدان ويهدد إحياء «الهدنة». وفي السياق، دعا دي ميستورا في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، موسكو وواشنطن إلى إنقاذ «الهدنة» وتنشيط المسار السياسي المتعثر، موضحاً أنه رأى «تقارباً» في المواقف بين رؤيتي الحكومة والمعارضة حول «الانتقال السياسي». ورأى خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أن «ميراث الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية، وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية». ودعا لعقد اجتماع وزاري لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، خلال أيار، لافتاً إلى أن هدفه هو «مواصلة اللقاءات مع عقد جولة أو اثنتين على الأقل بحلول تموز المقبل».وحول نتائج جولة المباحثات الأخيرة، نشر دي ميستورا وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصاً للاجتماعات التي جرت خلال هذه الجولة، والتي تركزت على عملية «الانتقال السياسي، وتشكيل نظام حكم رشيد انتقالي وجامع». وتابع: «هناك فهم واضح بأن الانتقال السياسي يجب أن تشرف عليه حكومة انتقالية جديدة، أكرر جديدة، وذات صدقية وشاملة تحل محل ترتيب الحكم الحالي»، موضحاً أنه «لم يجرِ التطرق إلى أسماء محددة».
وأقر المبعوث الأممي بوجود «فجوات جوهرية» بين طرفي المباحثات، وعرض قائمة بالمشاكل «الأساسية» التي يجب حلها، كي تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا «قابلة للحياة»، مؤكداً أن هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها «في ضوء ما تفضي إليه المفاوضات». وطالب بأن يسمح طرفا النزاع بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. إلى ذلك، أوضح أن الاقتراح الروسي بإدراج «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، نوقش خلال الإحاطة. وهو اقتراح عارضته واشنطن، على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية مارك تونر، معتبرة أن هذا الأمر «غير بناء» لتسوية النزاع.
على صعيد آخر، أشار الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه في دمشق مع عضو مجلس شيوخ ولاية فيرجينيا الأميركية، ريتشارد بلاك، إلى أن «الهجمات التي ضربت مناطق عدة من العالم تثبت أن الإرهاب لا حدود له وأن القضاء عليه يتطلب جهداً دولياً مشتركاً، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما أيضاً على صعيد محاربة الفكر الوهابي المتطرف الذي يغذي الإرهاب».
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قد دعا روسيا، إلى ممارسة مزيد من الضغوط على دمشق «لحمله على احترام شروط اتفاق وقف إطلاق النار». ورأى في بيان صحافي أن «المفاوضات السورية لن تحقق نجاحاً إلا إذا أبدى الطرفان استعداداً واضحاً لمناقشة المرحلة السياسية الانتقالية واحترام وقف إطلاق النار بشكل كامل، فضلاً عن السماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق دون قيود».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)