صنعاء | مع انقضاء أربعين يوماً من العدوان السعودي على اليمن، انطلقت ليلة أول من أمس شرارة الرد اليمني على السعودية من خلال عمليات نوعية نفذتها قوات تابعة للجيش اليمني ومجاميع قبلية على أكثر من جبهة داخل العمق السعودي أدت إلى سيطرة على مواقع عسكرية واقتحام مناطق وقرى وقتل وأسر جنود وضباط سعوديين. ووصلت العمليات إلى داخل مدن تابعة لمحافظة نجران واشتعلت النيران في شوارع المدينة، كذلك استولت القبائل على موقع التبة الحمراء وثلاثة مواقع أخرى محيطة بمحافظة جازان ومصادرة كافة عتادها العسكري.
مصادر عسكرية على الحدود اليمنية السعودية أكدت أن المواقع التي تم استهدافها تقع بعيداً عن المنطقة الحدودية في عمق الأراضي السعودية. وأوضحت مصادر ميدانية تتبع «اللجان الشعبية» أن موقع العين الحرة السعودي شمال اليمن تعرض لقصف عنيف من المقاتلين اليمنيين، كذلك فإن هناك عمليات عسكرية نوعية نفذتها القبائل ووحدات من الجيش اليمني على الحدود باتجاه السعودية.
وبحسب مصادر خاصة لـ«الأخبار» فقد اقتحمت القوات اليمنية مساء الاثنين بعض المراكز العسكرية في نجران، فيما تساقطت القذائف على عدة أحياء في نجران داخل العمق السعودي وعلى بعد عشرات الكيلومترات من الحدود اليمنية.
وكانت الحكومة السعودية قد أعلنت أمس إقفال المدارس في نجران بسبب سقوط قذائف من الجهة اليمنية، كذلك تحدثت مصادر محلية هناك عن نزوح كبير لسكان نجران وجيزان السعوديتين.
وفي تطور متسارع، لا يزال مستمراً على الارض، سقط عدد من الجنود السعوديين في كمائن للجيش اليمني في المناطق الحدودية شمال البلاد. وفيما حذر الجيش اليمني من أن أي استهداف للأراضي اليمنية من قبل المواقع السعودية سيتم الرد عليه بقوة، كان رئيس المجلس السياسي لحركة «أنصار الله»، ‏صالح الصماد، قد شن هجوماً لاذعاً في بيان نشره على صفحته على موقع «فايسبوك»، اتهم السعودية فيه بارتكاب جرائم حرب، وشدد على حق اليمنيين في الرد دفاعاً عن أنفسهم. ورأى الصماد أن السعودية كشفت عن وجهها الحقيقي خلال الأربعين يوماً الماضية، مضيفاً أنه «لو كان اليمنيون يشكلون تهديداً لأمن السعودية والخليج لكان ذلك التهديد قد بدت ملامحه خلال الأربعين يوماً الماضية من العدوان، مع أن العدوان أعطی لليمنيين مشروعية دينية وإنسانية وأخلاقية بل وفطرية للدفاع عن أنفسهم». تصريح الصماد رأى فيه المحللون إعلاناً للرد، إلا أن مصادر في «أنصار الله» أكدت لـ«الأخبار» أن العمليات التي تجري على الحدود لا تتبناها الحركة باعتبارها حقاً شعبياً ومهمة رسمية للجيش اليمني.
ورأى مراقبون أن المواجهات والعمليات العسكرية التي وصلت إلى العمق السعودي لم تعد مجرد عمليات فردية كتلك التي كانت القبائل تنفذها طوال الأسابيع الماضية، مشيرةً إلى أن هذا مؤشر على بدء الرد العسكري.
وفي ظل تضارب الأنباء حول حقيقة ما يجري على الحدود اليمنية، أكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن قوات سعودية حاولت التقدم والتمركز على أحد الجبال اليمنية الحدودية، الأمر الذي دفع القوات اليمنية للتصدي لها مسنودة بأبناء القبائل. وشدد المصدر على أن ما يجري هو مواجهات بين الجيش اليمني وجيش العدوان، وأن بياناً سيصدر عن وزارة الدفاع سيوضح حقيقة الأمر.
وفي جبهة منفصلة، تمكنت قبائل «بكيل المير» في محافظة حجة، مساء الاثنين، من الدخول إلى عمق الأراضي السعودية وقتل مجموعة من الجنود واقتحام المواقع القريبة من منطقة المدافن الحدودية المشتركة، رداً على عشرات الخروقات والاعتداءات التي نفذها حرس الحدود السعودي على المواطنين والمارة على الطريق العام في المنزالة. وأفادت مصادر محلية بأن القبائل أجبرت حرس الحدود السعودي على الهرب باتجاه جبل جحفان ومدينة الرديف في مديرية الخوبة التابعة لمحافظة جيزان مخلفين وراءهم عدداً من القتلى والآليات. وأشارت المصادر إلى أن القبائل تمكنت من قتل اثني عشر عسكرياً سعودياً، من دون الإشارة إلى رتبهم، كذلك تمكنت من تعطيل جرافة، وطاقم عسكري وتفجير آخر.