وصل، أمس، رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، إلى واشنطن، في زيارة تحمل ضمن عناوينها طرح «الدولة الكردية». وتأتي الزيارة في ظرف عراقي تتداخل عناصره، بدءاً من معارك الأنبار المبهمة وعمليات التسليح المحلية، مروراً بمشروع القانون المثير للجدل الذي قدمه الكونغرس الأميركي بشأن تسليح «البشمركة» و»العشائر السنية».وذكر موقع رئاسة الإقليم أنّ البرزاني توجه إلى «الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية في زيارة رسمية، يرافقه وفد من حكومة إقليم كردستان». ومن المتوقع أن يلتقي البرزاني الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ونائبه، جو بايدن.

وسبق الزيارة إعلان رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، أن البرزاني سيحمل معه إلى واشنطن ملف «الدولة الكردية» وأنه سيطرحه «بكل علانية» أمام الرئيس الأميركي. ورأى حسين أنّ «الزيارة (ستكون) مختلفة، والحرب ضد داعش غيرت الكثير من الأمور»، في مقارنة مع زيارات ثلاث كان البرزاني قد أجراها لواشنطن.
من جهة أخرى، كانت «شبكة رووداو الإعلامية» الكردية، قد ذكرت أن «البرزاني، خلال الاجتماع الذي عقده الأسبوع الماضي مع أحزاب إقليم كردستان، قال إن الولايات المتحدة غيرت سياستها حيال تأسيس دولة (للأكراد)، خاصة بعد الحرب ضد داعش، مضيفاً أن واشنطن ليس لديها أي مانع، وسنعلن الدولة الكردية، ولو على مساحة ثلاثة أمتار».
في سياق آخر، وقبيل بدء زيارة البرزاني، أجرى بايدن، اتصالاً برئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، الذي قال، في بيان، إنّه جرى البحث في «مستجدات الأحداث وبالأخص في ما يتعلق بالالتزام المتبادل بالحفاظ على وحدة الاراضي والسيادة العراقية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية». وذكر البيان أنّ العبادي أكد «رفض العراق لمقترحات القوانين والمشاريع التي تضعف وحدة البلاد وتتجاوز على السيادة الوطنية».
في غضون ذلك، استدعى الحديث عن مشروع قرار أميركي لتسليح «البشمركة» و»العشائر السنية» بمعزل عن حكومة بغداد، إلى تصويت البرلمان العراقي، أول من أمس، ضد المشروع. وقال النائب عن «التحالف الوطني» (صاحب الأغلبية في البرلمان)، سليم شوقي، إن «مجلس النواب صوّت بغالبية 162 نائباً من مجموع 180 نائباً حضروا الجلسة». وأشار إلى أن «النواب الأكراد وغالبية نواب تحالف القوى، انسحبوا من الجلسة عند طرح المشروع»، دون المشاركة في التصويت.
وقد دفع الحديث عن مشروع القانون الأميركي نحو تشكيل جبهة سياسية عريضة رافضة له، برز منها تهديد زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، بـ»ضرب» المصالح الأميركية، في حال إصدار القرار. وقد نظّمت كتائب «سرايا السلام» (الجناح العسكري للتيار الصدري) عرضاً عسكرياً في مدينة كربلاء، أول من أمس، شارك فيه نحو 3 آلاف من عناصرها. وأتى الاستعراض غداة استعراضين مماثلين نظمتهما «سرايا السلام» في كل من بغداد والبصرة.
وبرغم رفض المشروع الأميركي، إلا أنّ ما يدور في محافظات غربي العراق بات يثير العديد من الإشكاليات لجهة عدم وضوح مسار المعارك هناك ولا حتى القوى المشاركة في العمليات. ومما يزيد من الغموض، إعلان مكتب نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، يوم الجمعة، أن السلطات الأردنية وافقت على تسليح مقاتلي العشائر العراقية. وقال مدير مكتب النجيفي، أمجد توفيق، إن الاتفاق يقضي بتسليح العشائر التي تحارب «داعش»، بالتنسيق مع الحكومة العراقية ووزارة الدفاع. وأشار إلى أن عملية تسليح العشائر بحثت في لقاء جمع الملك الأردني، عبد الله الثاني، والنجيفي خلال زيارته الأخيرة لعمان.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية في العراق أن 12 على الأقل من الجنود ومن قوات «الحشد الشعبي» قتلوا، أول من أمس، في تفجيرات انتحارية استهدفت مركز تدريب في مدينة الكرمة على الطريق إلى الفلوجة، بينما قتل 14 مدنياً، على الأقل، وأصيب نحو 30، في هجومين استهدفا حي الكرادة في العاصمة بغداد.
(الأخبار، رويترز)