نسبياً، هدأت جبهة الجنوب السوري، بعد اشتباكاتٍ وصفت "بالعنيفة" بين تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الشام ــ جبهة النصرة" وحلفائها من "فصائل وكتائب الجيش الحر" و"حركة أحرار الشام" من جهة، و"لواء شهداء اليرموك" و"جيش الجهاد" من جهةٍ أخرى. جبهة "النصرة" استطاعت أن توجه ضربة قاسية لخصمها "جيش الجهاد"، المتهم بمبايعة تنظيم "داعش". مقاتلو "النصرة" تمكنوا من اعتقال زعيم "جيش الجهاد" المدعو "أبو مصعب الفنوصي" في ريف القنيطرة، بعد تداول خبر إصابته في وقتٍ سابق أثناء الاشتباكات.
ضربة "النصرة" أعطتها الأفضلية أمام خصومها، معزّزة تقدمها بعد قرار "دار العدل في حوران" القاضي باعتقال قادة "لواء شهداء اليرموك"، حليف "جيش الجهاد"، والمتهم بدوره من الفصائل الأخرى بمبايعة "داعش". أنصار "لواء شهداء اليرموك" نشروا صوراً لمقاتلي لوائهم في بلدة سحم الجولان، التي سيطروا عليها قبل يومين، على حساب مسلحي "القاعدة" وحلفائهم.
ميدانياً، سيطر "القاعديون" وحلفاؤهم على أجزاء عددٍ من قرى ريف القنيطرة. "أحرار الشام" بالتعاون مع "النصرة" و"لواء العز" و"جيش اليرموك" وعددٍ من الفصائل الأخرى استطاعوا إخراج "جيش الجهاد" من قرى العدنانية ورسم الشولي والرواضي، وذلك حسب مصادر "أحرار الشام". أما بلدة "القحطانية"، فلا يزال "جيش الجهاد" يسيطر على جزءٍ صغيرٍ منها، بحسب المصدر ذاته. ومن دون أن يسمي "القاعدة"، يؤكد المرصد السوري أن مقاتلي "حركة أحرار الشام" ومقاتلي "الفصائل الإسلامية سيطروا على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل"، بعد اشتباكهم مع مسلحي "الجهاد". أما في الريف الغربي لدرعا، وتحديداً في بلدة سحم الجولان، فقد قصف "شهداء اليرموك" تجمعات "النصرة" والمجموعات الأخرى المتمركزة بالقرب من القرية، بعد أن طردهم منها الأربعاء الماضي.
وبرز أمس بيان "دار العدل في حوران"، الذي أعطى غطاءً "شرعياً" للمجموعات المسلحة لاعتقال قادة "شهداء اليرموك"، وهم: (محمد سعد الدين البريدي ــ قائد اللواء، يحمل لقب "الخال"؛ نادر القسيم ــ المسؤول الأمني؛ أبو حمزة القرشي ــ المسؤول الشرعي؛ أبو عبد الملك الشرعي؛ وأبو زرعة ــ شرعي "جيش الجهاد")، تمهيداً لـ"محاكمتهم". واتهم البيان "المطلوبين: بمبايعة "داعش"، وشق "صف المسلمين"، و"اقتحام سحم الجولان لتوسيع نطاق نفوذهم". من جهتها، أصدرت "الفرقة الأولى ــ الجبهة الجنوبية" التابعة لـ"الجيش الحر" بياناً آخر تبرّأت فيه من دم أي شخص تقتله إذا كان في صفوف المدافعين عن "قائد لواء شهداء اليرموك الخارج عن ملة الإسلام". وفي دلالة على وجود "حاضنة شعبية" (بصرف النظر عن حجمها) لمقاتلي "لواء شهداء اليرموك"، طالب بيان "الفرقة" أهالي منطقة اليرموك "المغرر بهم" بسحب أبنائهم المنتسبين "للطاغوت الجديد محمد البريدي".
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق خسائر الطرفين منذ بداية المواجهات. "النصرة" ومن معها خسرت 18 مقاتلاً، بينهم سعوديّان (أحدهما قائد ميداني) وأردني واحد. أما "جيش الجهاد" فخسر 14 مسلّحاً، فيما وقع 15 مسلّحاً آخر في قبضة "النصرة".
قوات الاحتلال الإسرائيلي تراقب ما يجري على الجانب الآخر من حدود الجولان المحتل. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه «لا نية لدينا بالتدخل خلف الحدود، في القتال الدائر هناك بين الاطراف المختلفة».
ولفتت المصادر نفسها الى أن التقدير في الجيش الاسرائيلي يرى أن لا مصلحة لدى أي جهة في سوريا بالعمل ضد إسرائيل، رغم أننا جاهزون لمواجهة أي تحد من أي جهة أتى، كذلك فإنهم «في الجيش يدركون أن المنطقة التي احتلها تنظيم جيش الجهاد كانت قبل فترة قصيرة جداً تحت سيطرة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إلا أن مقاتلي النصرة لم يواجهوا إطلاقاً الجيش الاسرائيلي هناك». ولفتت إلى أن «القذيفتين اللتين أطلقتا قبل يومين باتجاه الاراضي الاسرائيلية (الجولان المحتل)، جاءت تحديداً من "جيش الجهاد" الذي أعلن مبايعته لتنظيم الدول الاسلامية ــ داعش».
وفي سياقٍ منفصل، تناقل ناشطون معارضون خبر الإفراج عن "قائد لواء أهل العزم التابع لكتائب أحرار نوى"، جمال شرف، وذلك بعد "اعتقاله بدون أي مبرر منذ حوالى أسبوعين من قبل دار العدل".