سيناء | في تطور جديد للأحداث في شمال سيناء مرتبط بالحرب الدائرة بين قبيلة الترابين وتنظيم «ولاية سيناء» ، أعلنت قبيلة الحويطات دعمها لقبيلة الترابين، وذلك بعد قتل عناصر الولاية أحد رجالها لرفضه التعاون معها. وأصدرت القبيلة بياناً، أمس، أعلنت فيه دعمها لقبيلة الترابين التي وصفتها بأنها ترتبط معها برباط الدم والنسب والتاريخ.
وقالت مصادر قبلية إن قبيلة الحويطات «حركت فجر أمس سيارات دفع رباعي محملة بالرجال من كل قطاعات سيناء ومن الإسماعيلية، إلى مركز قبيلة الترابين، بعد إخطار الجيش والشرطة لدعم الترابين، للحيلولة دون وصول عناصر تابعين لولاية سيناء إلى منطقة جبل الحلال، في وسط سيناء». وهم عناصر يحاولون الهرب إلى هناك بعد قيام قوات الجيش والشرطة في محاصرتهم في رفح والشيخ زويد والعريش، وتضييق الخناق عليهم.
وأوضحت المصادر أن ذلك جاء بعد أنباء عن محاولة الولاية تجميع عناصرها للهجوم على الترابين بعد موقفها الذي أعلنت فيه، أول من أمس، الحرب على التنظيم.
وجاء في بيان الحويطات: «تعلن قبيلة الحويطات بمشايخها وعواقلها تضامنها مع قبيلة الترابين، وأن علاقتهما علاقة أخوة من قديم الزمان، وأن منطقة وسط سيناء خط أحمر لن يصله بيت المقدس أو غيره، وأن قبيلة الحويطات تلتزم التزاماً كاملاً مدّ يد العون للترابين، وأن أي اعتداء على الترابين هو اعتداء على الحويطات، وأن العهد الذي بيننا سيظل دائماً وأبداً ضد أي معتد، وأن التعاون مع الدولة جزء لا يتجزأ من عهد ووعد القبيلة منذ حروب التحرير حتى الآن».
وفي تتابع للأحداث الجارية من قبل قبيلة الترابين، أصدرت، أمس، «بيان رقم 2»، قالت فيه إنّ «ما تقوم به قبيلة الترابين وكافة أبناء القبائل والعائلات وشبابها الأحرار على أرض سيناء الطاهرة أرض المحبة والسلام، هو دفاع شرعي عن أهلنا وبيوتنا وشرفنا ومالنا، يكفله لنا الله وكافة الأعراف والقوانين الشرعية والوضعية لكافة البشر، دون تمييز، وهو الحق في الحياة الكريمة الشريفة الآمنة».
وأضافت قبيلة الترابين في بيانها قائلة: «أما ما يخص مجرى الأحداث الدائرة الآن، فنحن ﻻ نفعل شيئا دون تنسيق مسبق مع القيادة العامة لجيش مصر».
وقال مصدر قبلي لـ»الأخبار» إنّ «مجموعات المقاومة الشعبية في شمال سيناء، بدأت بمواجهات شاملة ضد العناصر التكفيريين والإرهابيين المتمركزين هناك، وإن هذه المواجهات جاءت في أعقاب إعلان العناصر الإرهابيين ترويع السكان الآمنين وقتل بعضهم وفرض قيود على كافة مظاهر الحياة بشمال سيناء».
وأشار المصدر إلى إن هذا «التحرك ضد الجماعات الإرهابية والتكفيرية، يمثل مؤشراً على حالة الاحتقان الذي وصل إليه سكان شمال سيناء نتيجة ممارسات تلك العناصر والجماعات الإرهابية».
فيما أكد لـ»الأأخبار» وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، أنّ «خطوة القبائل في التصدي للجماعات المتطرفة فى سيناء جيدة من حيث الفكرة، لكن تحولها إلى تحرك على الأرض بقوة مسلحة شيء خطير لا تحمد عقباه إن لم يكن تحت سيطرة الدولة وبالتنسيق الكامل معها، وبقيادة القوات المسلحة في إطار احترام دولة القانون لكي لا نجد الساحة تتحول إلى ميلشيات متناحرة، خاصة أن جزء كبير من المجتمع المصري قبلي».
وحذر رشاد من استغلال الكيان الصهيوني لتلك الأزمة لمصلحته، مؤكداً أن ارتفاع وتيرة التوتر فى شبه جزيرة سيناء يصب فى مصلحة ذلك الكيان مباشرة.