سيناء | يبدو أن حرب البيانات التي بدأت قبل أسبوع بين «ولاية سيناء ــ داعش» وقبيلة الترابين (إحدى أكبر قبائل شمال شرق سيناء)، وجدت طريقها إلى التطبيق، بعدما جرت مجموعة أحداث متتالية في الأيام الماضية أظهرت انتقال المواجهة بين القوات الرسمية والجماعات المسلحة من جهة، إلى مواجهة قبلية ــ قبلية من جهة أخرى، وخاصة أن مسلحي «داعش» ينتمي عدد كبير منهم إلى قبيلة السواركة الكبيرة.
وقبل أيام، هاجمت مجموعة من أبناء الترابين بنحو 50 سيارة دفع رباعي من طراز «كروزر» أماكن تابعة للولاية في مناطق العجراء جنوب الشيخ زويد، والمهدية جنوب رفح. كذلك نقلت مصادر من القبيلة أن وفداً من رموزها موجود الآن في القاهرة لمقابلة قيادات من الجيش، لإعطاء ضوء أخضر لتشكيل «مجلس حرب لقبائل شرق سيناء»، من أجل مقاتلة تنظيم ولاية سيناء.
يقول منسق مجلس قبيلة الترابين، الناشط موسى الدلح، إن القبيلة قررت محاربة «داعش» بعد قتلها أحد أبنائها ونسف منزل يعود إلى رجل أعمال من رموز القبيلة في الشيخ زويد. ولكن أكد أن أبناء قبيلته لم يكونوا طرفاً في النزاع، حتى جاء قتل المواطن عبد الباسط الجلادين «بعد رفضه توزيع بيان لداعش بين قبيلتنا»، مضيفاً: «نريد رد شرفنا ونحن كفلاء بهم ولا نحارب نيابة عن أحد، وندعو جميع قبائل سيناء إلى الاجتماع في العاشر من أيار للاتفاق على إعلان حرب على داعش بعد توجيه سلاحها إلى أبناء قبائل سيناء وسفك دماء الأبرياء».
في غضون ذلك، أصدر رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة «مصر ــ سيناء للاستثمار»، إبراهيم العرجاني، رسالة بعنوان «رسالة إلى جبناء أنصار بيت المقدس (داعش)»، قال فيها إننا «صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصي والداني حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم».
وكان عناصر تابعون لـ«ولاية سيناء» قد اختطفوا سيارة تابعة للعرجاني قبل نحو أسبوع، ونسفوا فيلا يملكها في الشيخ زويد.
أما عن المواطن الجلادين، وهو من أبناء الترابين، فقالت «ولاية سيناء» إنها قتلته بعدما حذرت أبناء قبيلته من التعامل مع الجيش، ثم دخلت الأحد الماضي بسيارات الدفع الرباعي عدة مناطق جنوب ‏رفح ووزعت بيانات تحذير على قبيلة الترابين، حذرتهم فيها من الانزلاق في «المخطط الذي يخدم اليهود». وأضاف البيان: «إن كان الجيش وأجهزة مخابراته قد وعداكم برفع الأحكام عنكم وأن تتنقلوا بحرية بين مناطقكم، فقد وعداكم بالسم الزعاف الذي لا تستطيعون أن تتجرعوه، لأنكم تعلمون أن هذه الوعود لها مقابل، وهو حرب الوكالة عن اليهود وجيش الردة للمجاهدين».
ميدانياً، أصيب ثلاثة مجندين من قوات الجيش، أمس، برصاص مسلحين خلال تمشيط منطقة صحراوية في محيط الشيخ زويد، فيما أصيب جنديان آخران برصاص مسلحين مجهولين في المنطقة الحدودية في رفح.
يشار إلى أنه بدأ العمل بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتمديد حظر التجوال في مدينتي رفح والشيخ زويد الحدوديتين كالسابق، من السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً، وتقليصه في العريش ليبدأ من الثانية عشرة في منتصف الليل، وذلك وسط تبادل الاتهامات بين سكان مدن الحدود والعريش بعدما قالوا إن شخصيات من أهالي العريش عملوا على تقليص الحظر عن مدينتهم دون مدن الحدود.